جمعية المعوقين وريكارد الإنساني!

مساعد العصيمي

TT

قبل أن أسترسل في مؤتمر ريكارد الخاص بإعلان قائمة المنتخب الدولية، أشير إلى أن من أهم ما لفت نظري غير التنظيم الرائع والعمل الخلاق من جمعية المعوقين هو ما أفاض به المدرب مباشرة من إعلان قائمته، بعد أن كنا ردحا طويلا من الزمن ننتظر مساء حتى يتم اعتمادها ومن ثم دبجها بكلمة وافق عليها. من جهتي أعتبر مثل ذلك نقلة في العمل والتعامل.. تحياتي لاتحاد الكرة.

ومع هذا وأثناءه أقول بعد التوكل على الله إننا قد نحتاج إلى إعادة جذرية للمفاهيم كما هو إعلان القائمة إعادة متطورة لكيفية تقبلنا لما يصدر عن المعنيين.. فقد لفت نظري أن هناك من يتحدث عن اللاعب فلان وعلان لماذا لم يتم اختيارهما.. والأكيد أن صاحب الشأن هو من يتحمل المسؤولية.. ولو كان الأمر بالأماني لامتلأت القائمة من كل صوب وحدب.

الآن مما جد في خاطري وأنا أتنقل أمس مع ثلة من الإعلاميين ومسؤولي المنتخب الكروي السعودي بين أروقة الجمعية، كان من غير اللائق أن يكون عملنا الإنساني مرتبطا بدعوات من قبل المستحقين.. وعليه فقد حييت محمد المسحل وزملاءه على نقضهم لهذا التوجه.. وأحسب أن مقاصدهم العظيمة ستجد كل الصدى والدعاء بأن يوفقهم الله.. لكن ماذا عن مسؤولياتنا الاجتماعية تجاه الأعمال الخيرية؟ بكل أسف هي تدفع دفعا.. وبعبارة أقرب للمثل الشعبي «أما حبى أو برك»، ويا للأسف أن تكون المؤسسات المالية الكبرى والشركات المؤثرة بعيدة عن دورها الاجتماعي.. وإن فعل بعضها فللتظاهر مجاملة لمناسبات يحضرها أصحاب القرار.. فهل عدمنا المسؤولية الاجتماعية حتى بتنا نقتات الاستجداء لتفعيل العمل الخير؟. ما الذي يحدث في مجتمع التحابّ والتراحم؟ هل طغت المدنية.. لكي نردد ما يردده كبار ملاك الشركات والمؤسسات: «على الدولة أن تفعل ذلك»؟.. نعم على الدولة أن تفعل.. لكن المسؤولية الاجتماعية لها شأنها، وهل عدمنا هذا الشأن؟

الأماني أن يحضر مندوبون من الهيئات والمؤسسات والبنوك الكبرى الغنية إلى جمعية المعوقين.. فقط ليس ليروا أصحاب الشأن.. بل ليروا المتطوعين بجهدهم ووقتهم ومالهم.. شباب وشابات كهول وفتيان.. لا يملكون إلا قوت يومهم.. أو -لكي لا نبالغ- قوت شهرهم.. يعملون من واقع انتمائهم لمسؤولياتهم الاجتماعية.. لا يرجون إلا ثواب الله.. يتلذذون بهذا العمل.. لأن شأنهم الرقي والإرادة وعمل الخير لمن يستحقه.. أما خازنو الذهب والفضة.. فليهنأوا بما هم عليه.

أتمنى من مؤسساتنا وكل ما ينتمي إلى عالم المال أن لا يفقدوا بوصلتهم الأخلاقية، تلك التي ترتبط بالعمل الاجتماعي وتدعمه.. إن فعلوا فهم سيكسبون خير الدنيا والآخرة.. بل سيساهمون في رقي التكافل والفكر الاجتماعي.

[email protected]