كأس ولي العهد وانضباطية الفريقين

أحمد صادق دياب

TT

من يعتقد أن طريق الهلال لكأس ولي العهد مفروش بالورود، وممهد بالياسمين أمام الاتفاق، دون شك هو حالم تماما، ولا يعي طبيعة وتركيبة كرة القدم. قد يكون الهلال يملك أفضلية أنه يلعب بين جمهوره وعلى أرض ميدان تعود عليه كثيرا، وهو الفريق الذي لم يغب عن منصة التتويج منذ أزمان.. لكن الاتفاق يملك عناصر متجانسة تماما، ومتوازنة، ولا تعتمد على نجومية منفردة، والدليل أننا كنا نرى يحيى الشهري، وهو المتألق، على دكة البدلاء في كثير من المباريات المهمة، ورغم ذلك، فإن الفريق كان يلعب بتوازن وانضباطية كبيرة. وأزيد على هذا أن لديه مدربا، من وجهة نظري، من أفضل من يقرأ المباريات ويعرف كيف يستغل الثغرات لدى منافسيه.

صحيح أن كثيرين يرشحون الهلال، عطفا على المستويات الكبيرة التي يقدمها شبابه، إضافة إلى ما سبق ذكره، ولكن علينا أن لا نستبعد الاتفاق، فهذا الفريق قادر على الانتشار السريع والمباغت، ويملك قدرة كبيرة في إتقان الهجمات المرتدة التي قد تشكل عبئا ثقيلا على دفاع الهلال الذي يعتبر أقل خطوط الفريق قوة.

وبالتأكيد وسط الهلال ستكون له الكلمة العليا بسبب الحيوية الكبيرة التي يتمتع بها، وخبرة الشلهوب، المايسترو الحقيقي للتحرك الانضباطي الهلالي، ولكن الاتفاق يعتمد كثيرا على عنصر المباغتة من خلال الكرات الطولية للمشاغب يوسف السالم، والتمركز النموذجي لتيجالي.

إذا أراد الاتفاق الفوز بالكأس فعليه، وقبل كل شيء، أن لا يجاري الهلال في طريقة اللعب، لأنه إن فعل، خسر بالتأكيد قدرته على صناعة الفرص أمام المرمى الهلالي، بل عليه أن لا يبتكر وأن يلعب بالأسلوب الذي أكسبه الكثير من المباريات في الدوري، وهو التركيز على طريقة لعبه على الأطراف التي يعاني منها الفريق الهلالي خصوصا من الناحية اليسرى.

وإذا تمكن الهلال من التسجيل، فأعتقد أنه من الصعب على الاتفاق العودة، لأن الفريق الأزرق من أفضل الفرق في قدرته على السيطرة على مجريات المباريات التي يتقدم فيها، ويكون مميزا في قدرته على السيطرة على اللعب واستغلال الوقت لصالحه. ربما تكون هذه المباراة فرصة لعودة أحمد الفريدي، فهو من قلائل اللاعبين القادرين على النفاذ إلى العمق، والسيطرة على أعصابه تحت الضغط.

أتصور أنها ستكون مباراة غاية في التنافسية، لأن الفريقين يملكان مفاتيح تقديم نوع مختلف من التكتيك؛ فمدرب الهلال الجديد لا يزال يتعرف على لاعبيه، ولن يغامر بطرح أسلوب جديد للعب، وربما تكون أفكار سامي الجابر في هذه المرحلة هي الأكثر وجودا. على الجانب الآخر، يقف المدرب الاتفاقي على قدرته في فهم فريقه بالدرجة لأولى، ومعرفة جيدة بالهلال بالدرجة الثانية.

هذه أول مباراة على كأس الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد، وندعو الله أن تكون لائقة وبحجم المناسبة.