«علة النصر» سحر.. أم فكر؟!

هيا الغامدي

TT

النصر مسحور.. ارقوه لتنقذوه وينفك عنه نحس البطولات! من هذا المنطلق تتوزع التخمينات بين مؤيد ومعارض لتلك الرؤى العشوائية أو الافتراضية التي خمن من خلالها محبو العالمي وضعية الفريق وخروجه المستمر خالي الوفاض من البطولات السعودية في الآونة الأخيرة!

سياسة القوالب الإسقاطية استمرت إشكاليتها وتزايدت مع خسارة الفريق من نظيره الهلال بمنافسات كأس ولي العهد وانتشار مقطع «يوتيوب»، لا أحد يعلم مصداقيته ولا حقيقته، بالشكل الذي سار بالفشل تجاه التأكيد على مسألة وجود السحر والشعوذة «وفعل الفاعل».

من جهتي أستغرب استمرارية نظريات الأشباح (العفاريت) والخرافات في ملاعبنا مع إيماني بوجود السحر والعين، أتذكر حادثة نادي ريال مدريد مع تهديدات الساحر الذي توعد كريستيانو رونالدو بإصابة مزمنة وكيف تعامل النادي الإسباني مع المسألة بروح الدعابة والسخرية وعدم إعطائها أهمية حتى مع تدني نتاج الملكي كبطولات بالمقارنة مع نظيره برشلونة، مؤكدين على مسألة الحرب النفسية.. لا أكثر!!

كقناعة شخصية أجزم بأن عقلاء النصر يدركون مدى ضآلة مثل هذا الفكر الذاهب لذات الاتجاه وبالوقت نفسه أن الإسقاط على مثل تلك الحيل الإدراكية ولو من باب الشماعة الجديدة أو النافذة المنبثقة غير لائق ولا مجد ولا منطقي إطلاقا! فالإسقاط الجديد الذي ربما ذهبت إليه الإدارة الحالية لتغطية فشل ما أو قصور بعملها أو إخفاق «حبله قصير»!! فالتخبطات الإدارية واضحة كتأثير متراكم ومتوال، سواء كتعاقدات غير مجدية أو كتفريط بالنجوم المؤثرين، وبالتالي عدم تحقيق بطولة تحفظ ماء الوجه الذي بات أصفر شاحبا!

يا سادة.. علة النصر في كونه يعيش مرحلة «سَحَرَ».. سبات عميق بعالم كروي متسارع من حوله ومتحرك، تلك النظرية.. الكولمبي ماتورانا من الداعمين لها، برأيي، برؤيته المستقبلية الذاهبة تجاه البناء للمستقبل، أنا معه «فقط» إذا كان يعني بها الاستعانة بالعنصر الأولمبي الواعد، أما الاستعانة برجيع الأندية الدائر ما بين المتردية.. والنطيحة فلا أعتقد أن شيئا سيتغير ولربما ساء الوضع أكثر!

الموسم المحلي تبقت منه بطولة كأس الأبطال وهي الأمل الوحيد لجمهور الشمس الصابر على الرغم من أن «كل المواعيد.. وهم»! وما عزوفه الأخير عن الحضور والتفاعل مع المباريات إلا وسيلة احتجاج حضارية للاستنكار والحيرة.

«فقط» حرروا نصركم من سياسة الأسلاك الشائكة والحصرية وسترون فريقا آخر لا يقل عن باقي أقرانه الكبار، بعيدا عن الاحتكار وسياسة السقف المحدود البالية والمخيبة للآمال والهادمة للطموحات، ادعموا إدارتكم بسياسة المشاركة برسم الخطوط العريضة كقرارات، ولا يعني هذا بقاء منصب الرئيس «صوريا» بل العكس «تشاوريا» تجاه المصلحة العامة، فما خاب من استشار! أو طالبوه بالرحيل وتشكيل إدارة جديدة ولا عيب بذلك، وانتخاب رئيس جديد يجمع عليه الجميع «انتخابيا». مع التأكيد على ضرورة عمل مجلس استشاري للاستعانة بالخبرة التراكمية لدى نجوم النادي السابقين كماجد وكميخ والهريفي وخميس...، أؤكد.. العودة للخلف كبداية ليس عيبا بقدر ما يكون الاستمرار بالنكوص والتراجع كل مرة!

ويبقى التساؤل الأخير: هل مشكلة النصر عمل سحر؟! أم أزمة فكر؟! أم أنها مجرد دعوة مظلوم ليس بينها وبين السماء حجاب؟!

[email protected]