بعد عامين من الإبحار: الإنتر في حاجة لفكر

لويجي غارلاندو

TT

كما لو كان الإنتر قد انهار أمام فريق روما، والذي تملكه الشعور بالذنب، لأنه كان في مواجهة الفريق الذي لم تكن لديه الشجاعة (أو القدرة) على الفعل بعد الثلاثية، بحيث تكون هناك خطة تجديد من خلال مشروع فني محدد، والذي يتم دعمه بعدها باختيارات سوق الانتقالات. من المستحيل الاعتراف باستراتيجية منطقية في الموسمين الأخيرين للإنتر، والشعور هو أنها استراتيجية مصنع ذهب متوقف، وتم تفكيكه أكثر في كل فترة من سوق الانتقالات، من دون أي خطة لتغيير المنتج. قد يتحدث البعض عن اللعب المالي النظيف. إن التسوق الممل في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة في يناير (كانون الثاني) الماضي والصفقات المكلفة على أي حال (الفاريز وغيره) قد أهدرت كنز بيع لاعبين متميزين، مثل بالوتيلي وإيتو.

وقد يقول قائل إن مدينة ميلانو، وهي معتادة على الانتصارات، لا يمكن أن تتحلى بصبر روما باللاعبين الشباب. ربما. لكن بعد الثلاثية الكبيرة (الدوري والكأس ودوري الأبطال) كان لدى جماهير الإنتر السعداء بالإنجاز استعداد فكري لقبول تجديد في الفريق وانتصارات أقل. وعلى العكس، استغل النادي رصيد الجماهير المفتوح من أجل فرض تأكيد جماعي مريح، بتعديل أقل القليل. وهذا هو أكبر خطأ في الأساس، فهو تجديد غير تام ومن دون خطة تحليق محددة، مثلما رسم لويس إنريكي مدرب فريق روما بكل وضوح، والذي ما بين الصعود والهبوط، يستحوذ على رضا كبير الآن. هذا لا يعني أنه كان ينبغي بيع مايكون وشنايدر وميليتو بثمن بخس.. كان ينبغي سلك مسار فني بتناغم وثبات (مثل روما)، مع إخراج اللاعبين القدامى تدريجيا (يوفنتوس كان يفوز بعد بيعه لزيدان) وحل محلهم بلاعبين شباب ذوي مهارة.

الخطأ لم يكن اختيار بينيتيز وغاسبيريني، فمن الناحية الفلسفية كان الاثنان هما المدربان المثاليان من أجل التجديد، لأنهما يربيان اللاعبين على طريقة اللعب، ومعلمان أكثر من إدارتهما للنجوم الكبار. الخطأ كان عدم مساندتهما، وعدم منحهما اللاعبين المطلوبين، مجموعة من اللاعبين الأكثر شبابا والمنفتحين على ما هو جديد، فبيانيتش قادر على التشكل أفضل من لاعب مثل كامبياسو. ووصل غاسبيريني وهو على قناعة أن شنايدر سيرحل، ومستعد للعب بالثلاثي بالاسيو (أو لافيتسي وميليتو وإيتو). وعلى العكس، رحل إيتو في اللحظات الأخيرة، ولم يصل مهاجمون على الأجناب ولا حتى لاعبو وسط من العيار الثقيل. وتياغو موتا الذي كان من المفترض أن يرحل الصيف المقبل، رحل في يناير الماضي معمقا أيضا من آلام رانييري المسكين. منذ عامين هكذا: إبحار بالنظر، ومن غير الجيد الغضب من المدير الفني والمتقدمين في السن والمجهدين، والذين لا يبدون التزاما في الاستاد الأولمبي بروما. لا بد أن يكون الاستاد الأولمبي مفيدا للإدارة من أجل التحول الحقيقي، أخيرا: اختيار المدرب، وحمايته ومساعدته في بناء كرة القدم الخاصة به مع لاعبين شباب ذوي قيمة. التعديل لم يعد كافيا.