نهائي بطعم الفوز!!

مساعد العصيمي

TT

قبل أن نسترسل في الحديث عن المواجهة الكبرى التي ستجرى اليوم على كأس ولي العهد.. جدير أن نعترف هنا بأن هذه المسابقة قد اختارت الفريقين الأكثر تماسكا وثباتا.. متمسكة بتاريخه العريق الذي ينص على أن لا مفاجآت في محفله الكبير.... والأمر ليس قصورا في الشباب والأهلي والاتحاد.. بل لأن العمل الاتفاقي الهلالي كان من الجدارة أن يبلغ الختام.. أما كيف.. فجدير أن نشير إلى هذا الكيف!

في العمل الهلالي ميزة القدرة على تجاوز الصعوبات.. كيف لا ومن يقف خلف ذلك خبير فني يحمل صفة المتمكن في إدارة فريقه.. فسامي الجابر له من القدرات الكثير التي جعلت من الهلال رقما صعبا.. لا يستكين للتراجع.. ولا ينحاز لمبررات المثبطة كالتحكيم.. وضعف المادة.. لذا فبات الهلال متماسكا من الناحية الفنية حتى وإن تم تغيير الجهاز الفني.. يقف أمامه وإلى جانبه في ذلك الرئيس الخبير عبد الرحمن بن مساعد الذي أعطى الخبز لخبازه وتفرغ لما يخص شأنه الإداري.. فلم يعزم على أجنبي ولم يضغط على مدرب.. كان ذلك قرارا نهائيا بعد أن يستنفذه المختصون.. فكان أن جعل رأس العمل عاليا.. في الاتفاق هناك حالة تغيير جلد لم يشهدها الفريق الشرقي منذ زمن ليس بالقصير.. وتغيير الجلد.. ليس معنيا به اللاعبين والفنيين.. بل باستراتيجية العمل التي تخلت عن دور الظل لتكون أساس تجاوزت المثبطات واستعانت بالمميزين فكان عملا ثنائيا من لدن خبير فني هو خليل الزياني وإداري متمرس هو عبد العزيز الدوسري جدير بأن يصل إلى ما هو مؤمل منه.. الاتفاق يعيش الآن جودة الأداء ليس لأن مدربا خبيرا يقوده فكم من خبير فعل ذلك من قبل.. لكن لأن هذا الخبير وجد مقومات النجاح التي تيسرت له.. غير الاستقرار الذي أرادته الإدارة وخططت له.. فكان نتاجا كبيرا أعاد الاتفاق إلى الواجهة في أفضليات الكرة السعودية.

لن ننغمس كثيرا في فرد الإيجابيات لطرفي النهائي.. لكننا نتمنى عليهما أن يؤطرا ذلك بإجادة عالية وسط الحضور الجماهيري الكبير الذي نتوقعه اليوم.. نتمناه أداء معبرا عن كرة قدم سعودية حقيقية افتقدناها كثيرا من جراء العبث الدائر بهذه الكرة.. العناوين التي نتمناها كثيرة.. وما نخشاه ليس بالقليل أيضا.. لكن فيض الحماس الذي ننتظره شيء في الخاطر قبل أن أختم حول مهاتفة خبير كروي لكاتب هذه السطور يعبر فيها عن أمانيه بأن يكون الاتفاق بطل اليوم، وليس انتقاصا من الهلال أو عدم حب له، على حد قوله.. لكن يبدو أن أمانيه تنطلق من أن فوز الاتفاق سيعيد بعضا من وهج المنافسات السعودية الكبرى التي باتت شبه مقتصرة على فريقي الهلال والاتحاد ومن ثم وبدرجة أقل الشباب وبما يضمن اتساع رقعة تلك المنافسة وعودة الإثارة، وبعيدا عن ذلك فالأماني أن يجد المتابعون ما هو جدير بأن يعبر عن هذا النهائي المثير بأسمائه انطلاقا من أداء متميز وكفاح مشرف يليقان بهذه المناسبة الكبرى.

[email protected]