حان الوقت لإيقاف المناوشات بين اليوفي والميلان

أومبيرتو زامبيلوني

TT

ليس مهما تحديد من الذي بدأ؟ سواء كان أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، الذي «توقع» إيقاف إبراهيموفيتش لمباراتين فقط وليس ثلاث مباريات بعد صفعه أرونيكا، مدافع نابولي، أو بيبي ماروتا، مدير عام اليوفي، الذي رفع صوته أول من أمس ليطلب حماية حكم دولي من أجل فريق اليوفي بعد ركلة الجزاء التي لم يشاهدها الحكم بيروتزو أمام فريق سيينا، أم بدأ الأمر من قبل ذلك من جانب الذي لم يلعب أمام فريق بارما أو من طلب تأجيل المباراة أمام فريق نابولي. على أي حال، من المهم إنهاء هذا الأمر سريعا قبل أن تتحول الكلمات والمزاح والاعتراضات والجدل إلى حرب ساخنة أكثر منها باردة.

ولم يكن جميلا أو مهذبا رؤية إبراهيموفيتش يضع إصبعه في وجه ستوراري، حارس مرمى اليوفي، في نهاية مباراة محتدمة إلى حد كبير بين الطرفين، كما لم يكن جميلا أيضا أو مهذبا سماع طلب كيلليني، مدافع اليوفي، باللجوء إلى الإعادة التلفزيونية لإيقاف السويدي زلاتان بعد أن قلل ستوراري بنفسه من شأن ما حدث بذكاء، قائلا: «إنها أمور واردة الحدوث».

قد يكفي تصرف إبراهيموفيتش السيئ ورد كيلليني عليه للتأكيد على أن درجة حرارة الأجواء المحيطة بين الميلان واليوفي في ارتفاع أكثر من حدود الأمان بدرجة كافية لتنبيه الحماية المدنية، ثم جاء ماسيمو أمبروزيني، لاعب الميلان، لكي يضع المزيد من البنزين في النار المشتعلة بين الفريقين حين عقب على كيلليني، قائلا: «لا يبدو لي أن الذهاب إلى الصحافة لطلب الإعادة التلفزيونية تصرفا مقبولا». ربما إذا تدخل قائد الفريق بكلمات لطيفة لتهدئة الأجواء والنبرات المحتدة، خاصة من جانب أدريانو غالياني في نهاية الليلة، بقوله: «كيلليني خيب ظني كثيرا»، أن يحدث ذلك تأثيرا جيدا.

يذكر أن بين الميلان واليوفي روح التنافس على الدرع القديم، حيث بدأت تفوح رائحة المنافسة الشديدة التي لم نستنشقها منذ عدة سنوات في الدوري الإيطالي، ولكن تلك المنافسة على وشك الانفجار وتخطي الحدود رغم وجود أقصى درجات الاحترام المتبادل بين الناديين. فانتزاع اللقب مهم للغاية بالنسبة لكلا الفريقين، حيث يعني لفريق الميلان إثبات التفوق والتألق والتربع على عرش الصدارة للمرة الثانية على التوالي كما لم يحدث منذ عهد كابيللو وإقصاء الإنتر من حسابات الفوز بالدرع المحلي. وبالنسبة لفريق السيدة العجوز ورئيسه أندريا أنيللي انتزاع الدرع يعني اكتمال عملية بعث فريق اليوفي من جديد، وافتتاح الموسم الأول في الاستاد الجديد بالفوز الأكبر واستكمال مسيرة الفوز التي قطعتها فضيحة كرة القدم الإيطالية بالعودة إلى دوري الأبطال بتاج الدوري الإيطالي. إذن، لا يريد أحد الاستسلام في هذه اللحظة والتخلي عن آماله رغم تزايد أعداد المصابين من فريق أليغري، مدرب الميلان، وهو ما أدى بالفعل لتغلب فريق اليوفي عليه. ولكن علينا الانتباه أن الرغبة في لعب مباراة حتى الموت بأقصى جهد ممكن والتنافس بضراوة في الملعب تعد شيئا مقبولا، أما التقاذف بالكلمات شديدة اللهجة أمام الميكروفونات فيعد شيئا مختلفا تماما لا يروق إلينا، فنحن ضد الصمت الصحافي، ونقدر التهكم السوي، ولكن صوت الأعداء الذي يود إفساد الأمور مهما كان الثمن لا يروق إلينا، وسنتخلص منه بكل سرور.