كان آخر من دافع عن كابيللو فيما يتعلق بـ«معركة تيري» هو فيرغسون. وتحدث مدرب مانشستر يونايتد عن كابيللو بكلمات تقدير وود تبدو لمن يتأملها بهدوء وكأنها تنصيب مستقبلي. ومن الممكن أن يستمر نموذج فيرغسون، الذي حقق المجد طويلا لنادي مانشستر يونايتد، تحت قيادة كابيللو. فالاثنان يمتلكان نفس الكفاءة ونفس الشخصية ونفس القدرة على الإلمام بجميع جوانب كرة القدم. ولا يمكننا أن ننسى أن مدرب المنتخب الإنجليزي السابق قبل أن يبدأ مشواره مع التدريب قد درس الإدارة في مدرسة الميلان وتلقى فيها العديد من الدورات الخاصة بإدارة الأعمال والتسويق. وهي موضوعات هامة يجب أن يلم بها من يتعامل مع اللاعبين في أي فريق للكرة، لا سيما في الدوري الإنجليزي.
والمشكلة الآن هي أين سيذهب كابيللو بخبرته كإداري ليستثمر قدراته (ويحقق الإنجازات التي يزخر بها مشواره مع الكرة والتدريب والتي لا تقل عن إنجازات مورينهو)؟ والشيء المؤكد أنه لن يبقى بلا عمل لفترة طويلة. ففي عالم يتزايد فيه المستثمرون العرب وأثرياء البترول الروس يعتبر كابيللو هدفا ثمينا يجب الحصول عليه على الفور. وقد قام مسؤولو نادي أنزهي الروسي، الذين أشتروا قبل بضعة أشهر إيتو لاعب الإنتر في صفقة باهظة التكلفة، بالتعرف على كابيللو أثناء زيارة خاطفة للمدرب الإيطالي لموسكو التي توجه لها المدرب لحضور حفل لفرقة البولشوي الشهيرة للباليه. فهل همس مسؤولو النادي الروسي بأرقام فلكية في أذن كابيللو؟ إن تحويل فريق نشأ من العدم إلى صائد للبطولات والإنجازات أمر لا يقدر بثمن. لكن الفرصة ما زالت موجودة وربما أصبح من الملائم أن تتخذ الأندية الإيطالية قرارا سريعا بالظهور في الصورة والسعي للتعاقد مع كابيللو. ولا شك أن ترك مدرب بقيمة وسحر كابيللو للأندية الأجنبية مرة أخرى يعتبر خطيئة لا تغتفر. ولا توجد لدينا في الوقت الحالي مؤشرات من سوق الانتقالات حول الأندية الإيطالية التي يمكنها أن تستعين بخدمات كابيللو، لكن مدربا مثله قد يشعر بارتياح كبير مع اليوفي أو نابولي أو الإنتر، رغم أن موراتي رئيس الإنتر أغلق يوم الخميس الماضي الباب أمام هذا الاحتمال في الوقت الحالي أو في شهر يونيو (حزيران) القادم. فهل جاءت تصريحاته في هذا الصدد كقرار نهائي أم أنها ضرورة للدفاع عن رانييري مدرب الإنتر الحالي؟ سيتضح لنا ذلك قريبا. ويجب أيضا أن يتم تحديد الدور الذي يمكن أن يلعبه في كرة القدم الإيطالية مدرب سابق لمنتخب إنجلترا. فمن العسير أن يتم تقديمه بصفته «مجرد» مدرب. إن الوقت يمر بالنسبة للجميع ولا يرغب مدربون مثل كابيللو أو ليبي في العمل داخل الملعب ستة أيام في الأسبوع. فهذا الأمر يناسب الشباب. وبغض النظر عن المزاح يمكن أن يصبح كابيللو «فيرغسون الإيطالي»، من خلال اختيار مدرب شاب يعمل معه ويبقى إلى جانبه طوال الوقت، أو يصبح مديرا يتنقل بين المنطقة الفنية والإدارية من خلال المشاركة الفعالة في تكوين فريق جيد ومتابعة سوق الانتقالات الخاصة به. باختصار يجب ويسهل العثور على صيغة مناسبة لاستغلال قدرات مدرب فذ مثل كابيللو تولى قيادة المنتخب الإنجليزي.
وربما تساهم رغبة كابيللو في العودة إلى إيطاليا في تعويض ضعف العروض المادية التي قد يتلقاها المدرب من إيطاليا والتي تقل دون شك عن مثيلاتها مما يقدمه له أباطرة البترول. لكن الأمر يحتاج إلى مشروع طموح قادر على إغراء مدرب فاز بكل شيء ولا يعاني من مشكلات مادية. ويجب أن يظهر هذا المشروع في أسرع وقت ممكن. فهناك الكثير من الأثرياء في العالم الذين يعتقدون أنهم يستطيعون شراء كل شيء بالمال وينجحون في ذلك في أغلب الأحيان.