أنقذوا الهلال بالتصحيح

مسلي آل معمر

TT

بدأت الشكوك تساورني أن الهلال أصبح يوزع الملل في ساحة المنافسة، فأنصار الفرق الأخرى سئموا وهم يتابعون لاعبي هذا الفريق يصعدون للمنصة في كل بطولة، وجماهيره باتت لا تعني لها البطولات شيئا، فالرقم 53 لا يختلف كثيرا عن 54 أو 52 أو حتى 56، كلها متقاربة وتعني الابتعاد عن المنافسين بفارق كبير، في السابق كان الهلالي يشعر بالنشوة وهو ينتزع بطولة من أمام العميد العنيد وهو في كامل قوته، كذلك كان هذا الشعور موجودا في السابق جدا جدا أمام نصر ماجد عبد الله، أما الآن أصبحت الأفراح لا تعني سوى إشراك اللاعبين المستقطبين من الأندية الأخرى في الاحتفال بالذهب، حتى ولو تحت مسمى «ضيف شرف».

من وجهة نظري «الجادة» والبعيدة عن «المزاح» أن الهلال يحتاج إلى المرور بمرحلة تصحيح، على غرار ما يحدث لبعض الأسواق، فالتضخم الذي يعيشه النادي نتائج وبطولات وأفراحا قد يصيب المدرج الهلالي بالكسل فنجد هذا المدرج خاليا في يوم ما لأن فريقه لم يعد قادرا على تقديم الجديد، وبلا مبالغة لو كنت مشجعا هلاليا لمللت متابعة هذا الفريق، الذي لم يعد يدفعني إلى الوقوف على أطراف أصابعي ولو للحظات أثناء المباريات، كيف لا وهو يحسم النهائيات والمواجهات التقليدية في أول ثلث ساعة من المباراة، ويترك الوقت المتبقي من التسعين دقيقة للمتفرجين ليتفرغوا لإرسال تغريداتهم في «تويتر»!

التصحيح الأزرق الذي أطالب به يعني الكثير: فهو يدفع المشجع الهلالي لإدراك النعمة التي كان يعيشها فيحمد الله على كل ما سبق، وهو أيضا يقود هذا المشجع لمشاركة بعض نظرائه في الأندية الأخرى الإحساس بالحرمان من الفرح فيتورع قليلا ويقلل من الشماتة فيما بعد منهم أثناء انكساراتهم، أما الجانب الأهم من وجهة نظري من فوائد التصحيح فهو أن الشخص عندما يتحقق له كل ما يتمنى قد يتولد لديه شخصية مضطربة لا تعتمد على النفس ولا تقبل بتفوق أحد آخر، وهذا يعني أن الروح الرياضية ربما تنتحر لو فاز فريق آخر غير الزعيم بالبطولات.

التصحيح انعكاس صحي لأي وضع أثناء التضخم، وقد يتفق معي هلاليون وقد يختلفون، لكن إذا أرادوا التصحيح ولم يهتدوا إلى الطريق الذي يقودهم إليه ليجعل ناديهم يعيش السنوات العجاف بعيدا عن المنافسة، ولتمتلئ المدرجات بعبارات شبيهة بـ«لن تسير وحدك يا زعيم»، فأنا لديّ الحل البسيط جدا لذلك وهو: تزكية رئيس جديد للنادي لا يفهم شيئا في أي شيء!