هل الزعيم في السليم؟

مصطفى الآغا

TT

سبق وكتبت مقالة بعنوان «الهلال ومعنى الزعامة»، واعتقد البعض أنني أنفخ في الزعيم، وذهب البعض حد اتهامي بأنني أزرق اللون والهوى، وهو شرف لا أدعيه ولن أدعيه، لأنه ليس بالضرورة أن يكون الكاتب ذا ميول حتى يكتب عن أي فريق، وبالأمس في حسابي على «تويتر» سألت إن كان الزعيم، كما قال زميلي وصديقي عامر عبد الله، المعلق الإماراتي، على نهائي كأس ولي العهد السعودي بين الهلال والاتفاق، سألت إن كان الزعيم في السليم كما قال عامر: «إن الزعيم في السليم»! وسألت إن كان الهلال هو من يصنع المدربين كما يقول البعض أو أن المنظومة هي الأساس، وطرحت الموضوع للنقاش.

المتعصبون قالوا إن الهلال هو من يصنع أي مدرب والدليل (حسب كلامهم) غيريتس المغمور..! ولا أدري كيف يكون غيريتس مغمورا، وهو الذي لعب في ستاندر لييج والعملاقين آيندهوفن الهولندي وميلان الإيطالي، وكمدرب حقق اللقب مع لييرس عام 1997 ثم انتقل لبروج، وحقق معه الدوري وكأس السوبر البلجيكية ثم استقال لأنه لم يلق الدعم اللازم، حسب تعبيره.

ومع آيندهوفن (والأكيد أن الدوري الهولندي أقوى من السعودي) حقق الدوري وكأس السوبر الهولندية مرتين متتاليتين، ثم درب كايزسلوترن وفولسبورغ الألمانيين وغلطة سراي الذي توج بطلا للدوري التركي في أول موسم لغيريتس معه، ومنه انتقل لفرنسا ودرب مرسيليا وكان في المركز 19 في المرحلة 13، وانتهى بالفريق ثالثا، والتأهل لدوري أبطال أوروبا، ولا أعرف كيف يكون مثل هذا المدرب مغمورا، ولا أعتقد أن ذنبه أن البعض لا يقرأ أو لا يتابع الدوريات الأخرى، أو يعرف فقط مدربي برشلونة ومانشستر يونايتد وريال مدريد.

البعض الآخر قال إن ما شاهدناه هو هلال سامي الجابر وبصمات سامي، وفي هذه الحالة فلماذا يأتون بهاسيك إذا كان سامي يكفي؟

آخرون قالوا إن الزعيم ليس في السليم، وإنه يفوز محليا لأن الآخرين ليسوا على نفس القوة ولديهم مشكلات إدارية ومالية وحتى نفسية، وإن المحك الأساسي خارجي وليس محليا.

اتحاد محايد كما وصف نفسه كتب يقول: «العمل الناجح يعتمد على عدد من العناصر المكملة لبعضها بعضا، وهو متوفر في نادي الهلال من زمن بعيد لذا المنظومة هي الأساس».. كلام أتفق معه إلى حد كبير، فالهلال منظومة متكاملة من إدارة ولاعبين وحتى أعضاء شرف على الرغم من أنني أقول دائما إن موضوع أعضاء الشرف ليس احترافيا ولا علاقة له أساسا بالعمل المؤسساتي الاحترافي كما يعرفه العالم، وأعتقد أن الأصوب هو ما قاله أخ اسمه نايف الدعجاني، الذي كتب: «أي مدرب إذا وجد إدارة احترافية ولاعبين مميزين وجمهورا يساند.. وأجواء صحية وصحيحة فإن كل هذه العوامل تساعده على النجاح».

كلام سليم يعني أن الهلال فعلا في السليم، ولكن البعض قالوا إنه سليم جدا على الصعيد المحلي لأن العقدة الآسيوية ما زالت تعكر صفو الهلاليين، وتجعلهم يقيسون كل شيء بالميزان الآسيوي.. فهل تتفقون أو تختلفون على أن الزعيم فعلا في السليم؟