الشعراوي وبالوتيللي.. موهبة الأهداف الحاسمة

لويجي جارلاندو

TT

انظروا إلى التطابق؛ كان الإنتر في موسم 2009 - 2010، وتحديدا في الجولة 26، قادما من 3 مباريات بلا فوز في الدوري، وكان في أوديني وسط حالة من الطوارئ: 4 من لاعبي الفريق تم استبعادهم للإيقاف، وتياغو موتا يلعب في قلب الدفاع بدلا من ماتيراتزي المصاب بكدمة، إنه لقاء أودينيزي - الإنتر. بشكل أو بآخر كان حال الإنتر وقتها يشبه الميلان الحالي الذي، بعد الخسارة أمام لاتسيو واليوفي، والتعادل مع نابولي، انتقل لمواجهة أودينيزي في ظل غياب 14 لاعبا. لحظة شائكة أصبحت أكثر انتقادا أثناء سير المباراة ذاتها. وخلال ذلك اللقاء استقبلت شباك الإنتر، المتصدر حينها، هدفا بتوقيع سيموني بيبي، وازداد خطر تقليص الفارق مع الميلان إلى نقطة واحدة؛ أما شباك الميلان في الجولة الماضية أمام أودينيزي فقد اهتزت بهدف دي ناتالي وازداد الخوف من ارتفاع الفارق مع اليوفي المتصدر إلى 7 نقاط. ثم ماذا حدث؟ تولى لاعبان شابان يبلغ عمر كل منهما 19 عاما مهمة حل هاتين المشكلتين، لاعبان إيطاليان ولكن ببعض الدماء الأفريقية في عروقهما. وحدث ذلك في الشهر نفسه، انظروا إلى التطابق.

أوديني في 28 فبراير (شباط) 2010: بعد مرور 4 دقائق من تقدم بيبي لأصحاب الأرض تمكن بالوتيللي من انتزاع التعادل للإنتر بهدف رائع، ثم أدرك مايكون هدف الـ2-1 وبعدها سجل الأرجنتيني ميليتو هدف الـ3-1 بتمريرة حريرية من الإيطالي بالوتيللي، أفضل لاعبي الإنتر خلال ذلك اللقاء. انتهت المباراة 3-2 لصالح الفريق الضيف، وأطلقوا على ذلك الفوز نقطة التحول، وفي الواقع حصد مورينهو، مدرب الإنتر وقتها، اللقب المحلي لذلك الموسم. وتم وصف هدف بالوتيللي في شباك أودينيزي بأنه هدف الدرع. ولم يكن ذلك هو الأول لماريو: ففي موسم 2007 - 2008 كان بالوتيللي قد أحرز أهدافا حاسمة في شباك أتلانتا وأمام فيورنتينا في سان سيرو. وفي موسم 2008 – 2009، سجل المهاجم الإيطالي ذو الأصول الغانية ثنائية في شباك روما (وانتهى اللقاء 3-3)، وهدفا في مرمى اليوفي (1-1)، وبالأحرى تجلى دوره في الهدف الثاني الذي سجله في شباك كييفو (2-2)، ووضع الختم الرسمي على الدرع رقم 17 للإنتر. إن تسجيل الأهداف بأعصاب باردة أمر لم يتعلمه ماريو في مدرسة.

ومساء يوم السبت الماضي تمكن الفرعون المصري ستيفان الشعراوي من قلب الطاولة في وجه أودينيزي وأحرز هدف فوز الميلان. وأطلقوا على هذا الانتصار نقطة التحول. وربما في غضون عدة أشهر قليلة قادمة يتم وصفه بهدف الدرع. من المؤكد أن الفرعون الصغير قد حظي بموهبة الأهداف الحاسمة والروح الراسخة عند وقت اللزوم. وفي ثاني مباراة كاملة يلعبها الشعراوي مع الميلان في الدوري تمكن من التهديف وأمام أودينيزي. مساء السبت وبنفس الـ19 عاما التي كان يبلغها عمر بالوتيللي في عام 2010، انتزع ستيفان المارد الأحمر (الميلان) من الجحيم وقاده إلى القمة مستفيدا من هدف التعادل الذي أحرزه ماكسي لوبيز ومسجلا هدف الـ2-1.

وفي خط هجوم المنتخب الإيطالي الأول يبدو برانديللي أكثر جاهزية من ليبي في مونديال 2010: الآزوري الحالي يضم بالوتيللي وبطارية غنية برؤوس الحربة. ولكن تشيزاري لا يسقط من نظره نضوج الفرعون المصري الذي يتحسن بإيقاعات مرصودة. ومدرب المنتخب الإيطالي، مربي النفوس الخضراء، يعلم أن لاعبا شابا جاهزا أفضل من سيناتور غير كامل. نحن، بالفعل، نتطلع إلى اقتراح تفعيل الثنائي بالوتيللي - الشعراوي الذي قد يسهل طريق الآزوري نحو مونديال البرازيل 2014. إنهما لاعبان من أبناء إيطاليا الجديدة يتسمان بنفس الموهبة: الأهداف الحاسمة، وهذا ما أثبته كل منهما أمام أودينيزي في أحد أيام شهر فبراير عندما كانا يبلغان من العمر 19 عاما.