شراء سواريز الآن يعني تبرير تصرفه السيئ

لويجي غارلاندو

TT

ربما ندم لويس سواريز حقا وسينجح في جعل الآخرين يغفرون له ما فعله مع إيفرا. أجل، هذا لأن هذا الاعتذار القليل، هذا التراجع المشتت غير كاف، قال: «أعتذر عن سلوكي، أريد أن أترك هذه القصة خلف ظهري، والتركيز في كرة القدم». إنه قدر قليل إلى حد ما بالنسبة لشخص أطلق سلسلة من الإهانات العنصرية وحصل على أثرها على عقوبة الإيقاف لثماني جولات، والذي، غير السعيد، تجاهل يد باتريس إيفرا الممدودة، الضحية، والذي كان يهديه فرصة العودة إنسانا. على الأقل، ينبغي له كلمة «آسف» سبع مرات، وهو ينظر في عين اللاعب الفرنسي، مثلما صاح فيه سبع مرات بقوله «أسود». لكن حتى ذلك اليوم، لن يتمكن اللاعب الأوروغوياني الفذ من أن يعتبر صفقة سوق انتقالات بسيطة.

هل يريد الملاك الأميركيون لنادي ليفربول التخلص من سواريز؟ في سوق الانتقالات، تم الإعلان عن وصول لاعب هداف سجل 150 هدفا في 265 مباراة والذي يثير شهية الأندية الكبرى، أيضا لأن الحاجة العاجلة للتحرر من المهاجم قد تقوم بدور المشتري. بينما يشبه بعض الشيء ما حدث مع كارلوس تيفيز، لكن تلك قصة أخرى، فسواريز لم يشتبك مع المدير الفني، وإنما تعدى بالألفاظ على شخص بسبب لون بشرته. لا بد أن يتم أخذ المسألة في الاعتبار بما لا يقل عن الأهداف والسعر، لأنه لا توجد رياضة من دون أخلاقيات. ولدت الرياضة كمواجهة سلمية، وبديلا عن الحرب، وقد كانت أداة ثقافية زادت من رفعة الحضارات عبر القرون. وأمام قدر التغيير الذي أحدثته المعاني الحديثة للاحترافية، حافظت الرياضة على روحها الأخلاقية وعلى قيمها، التي لا بد من الدفاع عنها من دون حلول وسط، العنصرية بربرية، ولا يمكن أن تعود إلى الوراء. أمام محاولات التبرير الكثيرة، نفضل جرأة أليكس فيرغسون، الذي قال: «سواريز يمثل عارا على نادي ليفربول، ولا ينبغي أن يسمحوا له باللعب».

لا أحد يريد حرمان لاعب شاب ارتكب خطأ إلى الأبد، لكن في غياب الاعتذارات الحقيقية والمسموعة، من السليم، بل ومن اللازم أن تتساءل الفرق المهتمة بالصفقة الكبيرة الممكنة: من سنضع بيننا؟ وبأي سعر؟ لا ينبغي رفع الكتفين والاقتناع والقول: «القصة لا تخصنا، ومعنا سيكون فتى بارعا». لا، فمنح قميص لسواريز اليوم يعني تبرير تصرفه، وإدخاله في تاريخ النادي (ربما تاريخ شيريا، فاكيتي ومالديني..)، وتقديمه نموذجا للشباب تحديدا. كان اللاتينيون يقولون: «انتبه إلى المشتري، فهناك خطر قليل في الصفقة التي لا يصاحبها حذر. وإن كان يسجل كثيرا ويكلف قليلا، ولو شرحت بعض الأندية الإيطالية قائلة: «سواريز لا يحظى باهتمامنا، شريطة أن يتخلى عن سمعته السيئة بصورة أكثر إقناعا»، فقد نكون فخورين فحسب.