هل 14 يوما كافية لمعالجة عقم الهجوم السعودي؟

موفق النويصر

TT

بنهاية مباريات الجولة الـ20 من دوري «زين» السعودي للمحترفين يوم الثلاثاء الماضي، نكون قد أغلقنا مؤقتا باب الحديث عن المنافسات المحلية، وانتقلنا إلى الحديث عن المنتخب الأول، ومباراته المرتقبة في 29 فبراير (شباط) الجاري مع المنتخب الأسترالي.

وطالما أن الحديث عن المنتخب وفرصته الصعبة في التأهل لمونديال البرازيل 2014، فلا بد من التطرق إلى الضعف التهديفي الذي لازم الفريق خلال السنوات الثلاث الماضية، وتحديدا بعد إشراف السعودي ناصر الجوهر على المنتخب، مرورا بالبرتغالي خوسيه بيسيرو، وانتهاء بالهولندي فرانك ريكارد.

الأكيد أن العقم التهديفي في المنتخب هو انعكاس طبيعي لما يعانيه المهاجمون السعوديون في أنديتهم، فهذا ياسر القحطاني مع الهلال أو العين، ليس بذات اللاعب الذي كان عليه في عام 2007، وكذلك الحال مع نايف هزازي بعد عودته من الإصابة بقطع الرباط الصليبي، وأيضا مالك معاذ وسعد الحارثي اللذين خرجا من المنافسة على تمثيل المنتخب الأول منذ فترة طويلة، أما ناصر الشمراني ويوسف السالم، فقد رسخا مفهوم أن هناك لاعبا للمنتخب وآخر للنادي، حيث يشهد الجميع على تألقهما مع أنديتهما، ولكن عندما يمثلان المنتخب، فإن الأمر مختلف جدا، فسجلهما التهديفي مع المنتخب سيئ جدا، رغم تعدد الفرص التي منحت لهما.

وما يعانيه الثنائي الشمراني والسالم ليس بدعا في عالم كرة القدم، فقد سبقهما في ذلك نجوم كثر، لعل أبرزهم محليا البرق الاتحادي حمزة إدريس، الذي سجل اسمه كثالث هدافي العالم في عام 2000 برصيد 33 هدفا، ولكنه لم ينجح في كتابة اسمه بشكل بارز مع المنتخب رغم مشاركته المتعددة له منذ عام 1994 وحتى 2000.

الغريب أن من يدقق في قائمة هدافي بطولة الدوري سيكتشف أن اللاعبين الأجانب هم من يتصدرون الترتيب، على نحو: فيكتور سيموس (برازيلي)، عماد الحوسني (عماني)، يوسف العربي (مغربي)، الحاج بوقاش (جزائري)، ويندل جيرالدو (برازيلي)، سيبستيان تيغالي (أرجنتيني)، دوريس سالومو (كونغولي)، بينما شملت قائمة الهدافين السعوديين بخلاف الشمراني (الثاني) والسالم (الثاني عشر)، كلا من بدر الخراشي، ومحمد السهلاوي، وحمدان الحمدان، وحمد الحمد، وجميعهم غير منضمين إلى قائمة المنتخب الـ26.

شخصيا كنت أتمنى أن تكون قائمة الهجوم السعودي المختارة لهذه المباراة مبنية على عطاء اللاعبين داخل الملعب وقدرتهم على التسجيل في البطولات المحلية، وليس على أسمائهم والتوقع بإمكانية تسجيلهم في المباراة المقبلة، فهذا ياسر القحطاني المحترف في العين لم يسجل في بطولة الدوري الإماراتي سوى هدفين في 14 جولة، وكذلك الحال مع نايف هزازي الذي لم يسجل سوى 5 أهداف في 20 جولة من دوري «زين» السعودي.

الأكيد أن السيد ريكارد هو الأقدر على توظيف اللاعبين المختارين لتمثيل المنتخب بما يحقق له الانتصار المنشود، ولكن واقع الحال لا يطمئن كثيرا عطفا على المعطيات السابقة، هذا إذا ما استثنينا المشاكل الموجودة في الخطوط الأخرى، فهل تعالج الـ14 يوما المقبلة مشكلة التسجيل أم سنعود من ملبورن بخفي حنين؟!

[email protected]