قهر الرجال!

هيا الغامدي

TT

قد تكون قضية عامة في الحياة وربما إشكاليات خاصة ينعتونها بالمستهلكة والأسطوانة المتكررة، غير أن تكرارها لم يجعلها مجدية بالاتجاه المطلوب مما يجعلها تستمر وتتعاقب! قطبا الصراع الدائر من وراء كواليس المشكلة يحمل لواءه منتج محلي.. وآخر مستورد. لنبحر سويا عبر محيط لا قرار ولا نهار من التأويلات والتخمينات، غير أن الحقيقة والواقع يشهدان على الحال، ونظرتنا كقناعات لا تزال دونية وأقل مما يجب لزامر الحي الذي لا يطرب ولا يلتفت إليه في كثير من الأحيان بمقابل عقدة المستوردين!

رياضيا، وكون الإشكالية قائمة ولا تزال خاصة بمنحى التعليق كقضية كبرى، تتضح من خلالها فوارق التوقيتين المحلي والخليجي بشكل أدق!! شخصيا، الله وحده يعلم مدى بهجتنا جميعا بالخطوات التطويرية الزمنية والمهنية التي اتجهت إليها القناة «الرياضية»، والتي أصبحت بفضل من الله ثم من ولي الأمر عدة قنوات متخصصة، والخطوة الموفقة كتوجه من القناة نفسها وبأمر من خادم الحرمين الشريفين بجعل الدوري السعودي مادة حصرية ومتاحة على «الرياضية» السعودية، مما يعمق النظرة الاحترافية (المهنية) التنافسية للقناة، وبالأخص الأخيرة، كونها مسألة اختلاف مواسم مضت، حيث لم تكن موجودة ولا كفرضية مقارنة مع القنوات الشقيقة المتخصصة الأخرى التي يعج بها الفضاء بما تملكه من مادة وحرفية من واقع أذهان ناضجة تجيد التعاطي مع التقنية لتغير بوصلة المتابعة (السبق) إليها، وتلغي أي وجه للمقارنة. الآن وبفضل الله وجهود ودعم القيادة الحكيمة تغير الحال كتقنية، ولكن كذهنية إدارية لا يزال!

ومثلما أن الإيجابيات موجودة بأي موقع، السلبيات كذلك لها مكان وموقع يتخلله نقاط اتهام بالعنصرية من جهة، والنظرة الدونية من جهة أخرى، كتقدير أو حتى كموازنة بالمخصصات. فمن جهة أنا مع الرأي الذاهب إلى ضرورة الاستعانة بالخبرة المستوردة (المميزة) كخبرة وكإمكانيات، ولكن.. بعيدا عن سياسة الإحلال أو الاستبدال و(التمييز) الذي نراه، فسياسة فتح الباب على مصراعيه استقطابا للمعلقين الخليجيين وبأرقام شبه فلكية على حساب المعلقين الشباب السعوديين الذين يصارعون على البقاء بالجزء اليسير و(الفتات) بالقناة، برأيي سياسة غير مجدية. نحتاج حقيقة إلى تنمية ودعم والوقوف مع المنتج المحلي أكثر معنويا بالتشجيع وتوزيع الفرص أو كعائد مادي، كفانا ادعاء بالمثاليات في وقت تشكل فيه المادة عصبا محركا لكل شيء!

فمن ينهي حيرة المعلق السعودي بين البقاء ببيئة غير مشجعة ولا احترافية تتطلب المزيد من الصبر على (قهر الرجال)، وبين اختيار قرار الرحيل وتحمل تبعات الضيم والسفر والغربة؟ تلك هي أحوال الطيور المهاجرة التي اختارت النفي بالقنوات الشقيقة المجاورة، وعلى طريقة «مجبر أخاك لا بطل» تواصل استمراريتها، خصوصا وقد وجدت بها البيئة الخصبة والذهنيات الاحترافية لاستثمار طاقاتها والعرض الأمثل، أو بمعنى أقرب بيئة جاذبة لموهبتها وداعمة لها.

قناتنا العزيزة يجب أن تعيد النظر في سياسة الاستقطاب والاستيراد للمعلقين غير السعوديين وإعطائهم كل التفضيلات والتسهيلات في ظل بقاء معلقينا بين مطرقة (التهميش).. وسندان (التطفيش). ادعموا تلك (الحناجر)، شجعوها على الاستمرار بتبني المواهب وتطويرها وتأهيلها. إيجاد وتنظيم مسابقة سنوية متخصصة (على مستوى) مدعومة ومعترف بها من اتحاد الكرة أو كرعاية خاصة من إحدى الجهات (الشركات). والله من وراء القصد.