صفعة مدرب

محمود تراوري

TT

انعكست أوضاع فريق الوحدة ونتائجه في دوري الدرجة الأولى على سلوكيات ونفسيات منسوبيه، ولعل الحادثة الأخيرة التي وقعت بين مدرب الفريق المقال عادل الأطرش، واللاعب عبد العزيز الكلثم، تعبر عن الحال المزرية التي وصل إليها الفريق، وهو الأمر الذي قد يعتبره كثير من المراقبين طبيعيا كنتيجة لتراكمات السنين من التخبط والصراعات والعشوائية، والاحتقانات والاحتراب المجاني.

جيد أن قضية «الصفعة» والاشتباك بين المدرب واللاعب، طبقا لأخبار صحافية طوي ملفها جنائيا، وتحولت للرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهي وإن كانت – كما أسلفت – تعبر عن الحال المزرية للفريق، فإنها من زاوية ما تفتح ملف العلاقة بين المدرب واللاعب بشكل عام، كحالة تربوية بالدرجة الأولى، وتصرفات مرتبطة، أو لنقل تحكمها أطر علاقات إنسانية وسلوكيات أخلاقية، واتجاهات تربوية.

والمدهش في الموضوع أن هذا الأمر يتفاقم أكثر حينما يكون المدرب محليا، أو عربيا، ويندر أن تقع مثل هذه الإشكالات إذا ما كان المدرب «خواجة»!

ولعلنا نتساءل هنا، هل المدرب العربي - أساسا - غير مهيأ للتصدي للتدريب، ليس فنيا، بل كشخصية وكاريزما؟

على المستوى الإقليمي عانت المنتخبات العربية المشاركة في نهائيات كأس أمم أفريقيا في الدورات الأخيرة من قلة انضباط عدد من لاعبيها، الذين يفضلون المصلحة الفردية على مصلحة المنتخب الجماعية، ويقدمون على تصرفات طائشة قد تتسبب في هدم كل ما تم بناؤه، وذلك من خلال التمرد على القرارات الفنية للمدربين، تلك القرارات التي غالبا ما تتمحور حول رفض بعض اللاعبين الجلوس على مقاعد البدلاء. ففي البطولة الأخيرة التي ظفرت بها زامبيا، ذكرت تقارير صحافية أن اللاعب التونسي عادل الشاذلي رفض البقاء في دكة الاحتياط، حتى قرر الاتحاد التونسي لكرة القدم إبعاده عن المنتخب حفاظا على روح المجموعة، وهي حالة سبق أن عاشتها البعثة الجزائرية قبل عامين بأنغولا حين رفض اللاعب خالد لموشيه اللعب احتياطيا أيضا، وفي بطولة 2006 تكرر الفعل ذاته للمصري أحمد حسام (ميدو) مع الكابتن حسن شحاتة. ما بين صفعة الأطرش المزعومة للكلثم، والآتي حكايات وحكايات، كلها وهي تروى تؤكد على أن مبدأ الاحترام والتقدير المتبادل إن لم يحكم العلاقة بين المدرب ولاعبيه فلا يمكن أن تنتظر أداء رياضيا نظيفا ومثاليا، أو هكذا أظن.