هل يمكن لفريق رانييري أن ينجح أوروبيا؟

سيباستيانو فيرناتسا

TT

من المقرر أن يلعب الإنتر الأربعاء المقبل مباراته أمام مرسيليا الفرنسي في ذهاب دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا. ولكن كيف يمكن لفريق خسر خارج أرضه أمام ليتشي وسقط على ملعبه أمام نوفارا المتذيل وبولونيا، وجميعها فرق تنتمي للأحياء الفقيرة في الدوري الإيطالي، أن يفكر في اجتياز تلك المرحلة من البطولة الأوروبية؟ يا له من كابوس. إن الأمر يحتاج إلى بذل الجهد، الذي يتجاوز الحد الظاهري، والتنقيب في الذاكرة بحثا عن حادث سابق يجلب الراحة. وأول تلك السوابق، الباعثة للآمال، التي تتبادر إلى أذهاننا تعود إلى موسم 1987 - 1988. كان فريق أتلانتا، الذي يحمل قميصه نفس ألوان قميص الإنتر (الأسود والسماوي) يلعب في دوري الدرجة الثانية ولكنه رغم ذلك وصل إلى نصف نهائي بطولة كأس الكؤوس وقتها حيث تم إقصاؤه من المسابقة على يد نادي كيه آر سي ميتشيلين البلجيكي. إذن، فلنتنفس الصعداء: إذا كان فريق من دوري الدرجة الثانية تقدم كثيرا أوروبيا ذات مرة، فبإمكان فريق إنتر اليوم أن يعتقد، بصورة معقولة، في إمكانية حصد لقب الشامبيونزليغ. ولكن انتظروا حتى يتم استدعاء عربة الإسعاف: هل تعلمون مّن كان مدرب فريق أتلانتا ذلك الوقت؟ ايميليانو موندونيكو، مدرب نوفارا الحالي، الذي تمكن فريقه من الفوز على الإنتر منذ 6 أيام مضت. حسنا، دعونا نتظاهر أن هذا الأمر يحمل في طياته إشارة من النجوم، أو مداعبة مشجعة من قبل التاريخ الكروي.

ولكن هيا بنا ننزل إلى أرض الواقع، لأن ذلك أفضل. دعونا نقترب من طبيعية فريق مرسيليا الفرنسي، منافس الإنتر في لقاء الأربعاء الذي سيقام في فرنسا. إنه يحتل المركز السادس في الدوري الفرنسي الممتاز وإذا ذكرنا أسماء لاعبي الفريق لن نجد من بينهم نجوما أفذاذا. أما المشكلة فربما تتمثل في كون المدرب الذي يتولي الفريق يعد «معرفة قديمة» بالنسبة للكرة الإيطالية: إنه الفرنسي ديديه ديشامب الذي لعب من قبل لصالح يوفنتوس ثم قام بتدريبه خلال الموسم الذي هبط فيه الفريق إلى دوري الدرجة الثانية بسبب فضيحة الكالتشوبولي وأعاده مرة أخرى إلى دوري الأضواء والشهرة. آه، ولكن هنا تندلع أيضا ذكرى تاريخية سيئة: ففي ربيع عام 2007 انفصل ديشامب ونادي السيدة العجوز بطريقة سيئة. وهل تتخيلون من المدرب الذي تولى فريق اليوفي خلفا لديديه؟ إنه كلاوديو رانييري الذي سيجلس على مقعد مدرب الإنتر مساء الأربعاء، ولو كنا نحن في مكان ديشامب لتشممنا رائحة الدم، وإمكانية إشباع تلك الرغبة. أما آخر موطئ قدم يمكن التشبث به في رحلة البحث عن آمال الإنتر في البقاء أوروبيا فيتعلق بإحدى القواعد العالمية للرياضة: عندما يبدو كل شيء مفقودا وتنتظر القليل ولا يراهن أحد ولو بجورب متسخ على إمكانياتك، تتحد القطع الخزفية عن طريق السحر، مرة أخرى وتصبح مجددا شيئا واحدا وتنجح المغامرة. ولكن نعلم أن الإنتر يمر بفترة صعبة وأن إحدى نظريات مورفي تقول إنه لو تمكن لشيء أن يتعطل فسوف يتعطل. كيف يمكن للإنتر الخروج من هذا المأزق؟ من يدري. الإنتر فريق مجنون من حيث التعريف، وبمقدورك أن تتوقع من المجانين كل شيء: مثلا أن تستقبل شباكه ثلاثة أهداف من بولونيا ويفوز على مرسيليا في دوري الأبطال.