كونتي يبعث برسالة تحد إلى أليغري

لوكا كالاماي

TT

يرفض أنطونيو كونتي مدرب اليوفي أن يمنح دروسا في الآداب، لكن من الممكن أن يعطي مبادئ تتعلق بعلم النفس. وساهم هذا المعلم القدير في هذا العهد الجديد - القديم الخاص باليوفي الذي احتل مجددا صدارة الدوري. ويدرك كونتي جيدا كيف يدخل إلى عقول وقلوب لاعبيه. وفي الأيام الأخيرة، من أجل خلق الجهد الضروري داخل فريق يشعر باليأس بعد تحقيق تعادلين مخيبين للآمال، بث فيهما «أعداء» جددا وتحديات جديدة تكمن في الأخطاء التحكيمية وتصريحات مدربي الخصم التي تثير الكثير من الجدل. ونجحت العملية التي قام بها كونتي. ويبدو أن اليوفي الذي اكتسح كاتانيا بثلاثية أول من أمس هو الفريق الذي عهدناه منذ وقت مضى، والذي يتسم بالشراسة والحماس مع كثير من الوقود الذي يحفزه ويدفعه في المضي قدما إلى الأمام. وبالتأكيد، لن يتغلب كونتي على كافة المشكلات على الفور. وعلى سبيل المثال، فهو لا يمتلك في فريقه مهاجما ذا مكانة دولية. لكن، هذا الأمر يدركه المدرب ومعاونو أنيللي رئيس نادي السيدة العجوز الذين فكروا بالفعل في لاعبين مثل هيغواين مهاجم ريال مدريد والمنتخب الأرجنتيني أو كريم بن زيما مهاجم ريال مدريد والمنتخب الفرنسي.

ومقدر لليوفي حتى الآن أن يبذل أقصى ما لديه، ويمكن القول إن الأهداف الحاسمة التي سجلها أمام كاتانيا دخلت شباك الخصم عندما بات فريق مونتيللا بعشرة لاعبين بعد طرد موتا. ولم يكن مبدأ تناوب الأدوار الذي فرضه كونتي مقنعا 100 في المائة. وتتسم مهارة لاعبي الصف الثاني «البدلاء» بمستوى أقل مقارنة بالمجموعة الأساسية المحدودة. وهي المشكلة التي يمكن مواجهتها دون أن يسيطر على الفريق قلق كبير في نهاية هذا الموسم. وعلاوة على التحليق الذي يقوم به اليوفي نحو درع الدوري الإيطالي، سينبغي على كييلليني وزملائه إثبات أنفسهم أكثر في الجزء الأخير من بطولة كأس إيطاليا. وكحد أقصى، سيخوض السيدة العجوز مباراتين أكثر لكن في الموسم المقبل بالعودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، سيحتاج إلى تعزيزات ذات مهارة في كل قطاع.

ويضع يوفنتوس، الذي لا يزال لا يستغل ضربات الجزاء لكنه لا يتعرض للأخطاء التحكيمية، نفسه في قمة ترتيب الدوري، ويظل الميلان حتى هذه اللحظة هو المنافس أمامه بقوة على الصدارة. وسيواجه اليوفي نظيره الميلان يوم السبت المقبل. ولن يكون إبراهيموفيتش الموقوف على مدار 3 جولات في تشكيلة الميلان، ولن يوجد البرازيلي باتو المصاب. لكن سيكون الغياب الأكثر ألما في الفريق هو من يبرز في خط وسط الملعب. ولا يزال الغاني بواتينغ والهولندي سيدورف يعانيان من إصابة، ولا يمكن وضع اسميهما في قائمة البدلاء. ويركز أليغري مدرب الميلان على رهان آخر حصل عليه غالياني نائب رئيس الميلان في فترة الانتقالات الشتوية، وهو الغاني مونتاري. وحاول المدير الفني للميلان أن يدفع باللاعب الغاني في مركز بواتينغ ويجعله يقوم بواجباته كصانع ألعاب. ويمكن أن يظل في هذا المركز بسبب الحالة البدنية المشابهة بينهما والطابع الخططي، لكن يعتبر بواتينغ بالتأكيد أكثر حاسما في المرحلة النهائية من اللعبة. لكن، بالنسبة لأليغري، يبرز الشيء المهم في الدفاع عن الطريقة الخططية التي دائما ما تكمن في لعبه أو النتائج، والتي من المفترض أن تزيد من مهارات مهاجم في منطقة جزاء الخصم مثل ماكسي لوبيز ومن التدخلات اللازمة التي يقوم بها مهاجم عندما يتوافر لديه هدف سهل يمكن دكه في شباك الخصم مثل نوتشيرينو. ومن المتوقع معايشة طويلة من أجل مباراة الميلان - اليوفي مع الكثير من التصريحات وانتظار لموعد تقشعر له الأبدان، الذي يتعلق بحكم النقض المقدم من أجل تقليص جولات الإيقاف الخاصة بزلاتان من 3 إلى جولتين.