تغيير المدرب رانييري لن يكون مفيدا للإنتر

جوزيبي بيرجومي

TT

خلال مسيرتي الطويلة في فريق الإنتر، تواجدت مرات عدة في مواقف بالغة الصعوبة مثل التي يعيشها الآن خافير زانيتي وزملاؤه. ولكن بالنسبة إليهم، يبدو الخروج من هذه الفترة العصيبة أكثر صعوبة لأن الأمر يتعلق بمجموعة من اللاعبين استطاعوا خلال السنوات الماضية الفوز كثيرا، ينبغي لتلك المجموعة إيجاد تواضع من بات محلا للنقاش. وفي المقام الأول، يحتاج الإنتر إلى فحص جاد، وعميق، للعلاقات داخل غرفة ملابس الفريق، هل هناك استعداد من جانب جميع اللاعبين لاتباع تعليمات المدرب؟ كلاوديو رانييري انتظر يوم الجمعة الماضي لاعبي فريقه لمصافحتهم بعد الهزيمة الخطيرة التي تعرضوا لها على يد بولونيا(3/0). وقد لاحظتُ أن علاقة المدرب مع القائد زانيتي وكامبياسو راسخة، هل الأمر كذلك مع بقية عناصر الفريق؟

أنا لا أطمح إلى حدوث تغيير للمدرب حاليا، لأن الإنتر يدفع ثمن خلل هيكلي؛ وهو غياب التنظيم، منذ البداية وكل شيء كان متابعة لمواقف متنوعة. بدءا، بالفعل، من اختيار ربان السفينة، فقد وصلوا إلى غاسبريني دون قناعة كبيرة بعد استطلاعات رأي كثيرة. وكذلك تحركات النادي في سوق الانتقالات لم تكن متوقعة، بل جاءت مفاجِئة. إذا رحل الكاميروني صامويل إيتو عن الفريق، فليس من الممكن أن يكون الأوروغوياني فورلان هو البديل له، ولا حتى الأرجنتيني زاراتي. وإذا غادر تياغو موتا النادي لن يكون غوارين، المصاب أيضا وغير المسموح له بالمشاركة مع الإنتر في دوري الأبطال، هو البديل له. يذكر أن موتا شارك مع الفريق هذا الموسم في 13 مباراة، قبل انتقاله إلى باريس سان جيرمان، ومعه حقق الإنتر الفوز في 11 لقاء.

لا أعتقد أن رانييري يعاني الارتباك، ولكني أرى أنه يتعين عليه القيام باختيارات صارمة وجذرية، حتى وإن كلفه ذلك التضحية بنجوم الفريق الكبار. أمام بولونيا يوم الجمعة الماضي، بدأ رانييري اللقاء بطريقة لعب (4 - 2 - 3 – 1) التي كانت خاطئة لأن فورلان لا يتمتع بالسمات التي تجعله يطبق هذا النهج داخل الملعب. أيضا تاباريز، مدرب المنتخب الأوروغوياني، استهل مشوار فريقه في بطولة كأس أميركا الجنوبية الفائتة، واضعا فورلان وكافاني على جانبي سانشيز مع وجود لودييرو خلفهم، غير أنه اضطر على الفور لتغيير النهج، لأن في طريقة اللعب هذه يتعين على مهاجمي الأطراف التعمق نحو مرمى الخصم وفورلان لا يفعل ذلك، فهو يؤدي بشكل جيد كرأس حربة ثان وكفى.

الحقيقة أن أية طريقة لعب يطبقها الإنتر لن تكون متوازنة مطلقا. من الممكن أن يجرب رانييري الدفاع بـثلاثة لاعبين، التي تعتمد عليها نصف أندية الدوري الإيطالي، وبمقدوره العودة أيضا إلى طريقته المفضلة (4 - 4 – 2)، وفي تلك الحالة سيتعين عليه التحلي بالشجاعة في تنحية شنايدر جانبا إذا لم يطبق تلك الطريقة على أفضل وجه. وللخروج من هذه اللحظة الصعبة بأقل الخسائر الممكنة، يلزم الإنتر التواضع والاستعداد للتضحية من جانب أبطال الفريق. أنا لا ألوم مطلقا على المدافع الشاب رانوكيا، الذي أصبح غير آمن في الفريق، حيث تم تجاوزه من جانب كوردوبا، ولكني أوجه اللوم على لوسيو: رانوكيا لاعب شاب واعد، أما المدافع البرازيلي فهو بطل ذو خبرة ولا ينبغي له أن يخدعني في أدائه.