«الوديات» ليست مقياسا.. ولكن!

هيا الغامدي

TT

في ملبورن بأقصى جنوب شرقي أستراليا، يقيم منتخبنا الأول بقيادة فرانك ريكارد المعسكر التجهيزي لملاقاة منتخب أستراليا (الكنغرو) إيابا ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقبلة 2014 بالبرازيل.

مجريات المعسكر، على ما يصلنا، ضبابية الرؤية المستقبلية، والتي ستقفز إلى الصحو الأربعاء القادم الحاسم. واللقاء المصيري الذي سيمثل مفترق الطرق أمام الأستراليين المحليين/ المحترفين لا شك هو لقاء «مرعب» يحمل كل الوجوه «الشيزوفرينية» من مع وضد، تفاؤل وتشاؤم، طمأنة وخوف.. يعني الشيء ونقيضه ضمن صياغة ذهنية انعكاسية ازدواجية احتمالية حرة طليقة في كل الاتجاهات، تخلق أجواء لا تنتهي من التصادمية والتضاد بين المأمول والمتاح، الواقع والطموح، الحال والمحال.

المقلق بمعسكر منتخبنا هو سيل الإصابات التي داهمت استعداداته وتوالت وانتشرت. والتساؤل المقلق حاليا: ما سر تلك الإصابات وزمنيتها؟! تخيلوا أن دوليا (مصابا) يصرح بأن الجهاز الطبي بناديه «يجبره» على اللعب مصابا في لقاء لا يمثل أهمية كبيرة!!.. تخيلوا أن الجهاز ذاته لم يكن صريحا ولا شفافا مع نظيره بالمنتخب في الخصوص ذاته!! التساؤل الأهم: من المسؤول عن «تصدير» أمثال هؤلاء اللاعبين المصابين إن كانت إصاباتهم ذات تاريخ زمني قديم بالنادي.. هل هو المنتمي للمنتخب أم المندرج ضمن طاقم النادي؟!.. والأكثر استغرابا وأعتقد أن الكثير يوافقونني فيه، ما جدوى اللقاءات/ المقابلات/ الرحلات المكوكية التي قام بها ريكارد وطواقمه الفنية والإدارية والطبية في الوقت الذي لا تبدو خلاله المؤشرات الأولية إيجابية؟! أتساءل بحزن: من المتسبب في إفقاد المنتخب لخدمات عنصر هو في أمس الحاجة إليه لكي يعاقب عقابا عسيرا؟! ومن المفترض أن يقوم بمحاسبته في ما بعد في حال تفاقم أو طول أو استحالة المعالجة السريعة للحاق باللقاء المهم؟!

ودية المنتخب هناك أمام المنتخب قريب النسب والتركيبة الجسمانية بأستراليا، المنتخب النيوزيلندي الأولمبي، أبهجتنا وأزعجتنا في اللحظة ذاتها. النتيجة الثلاثية كنتيجة بيضاء بأهداف منوعة بصور مختلفة وتواقيع ملهمة إيجابية، وإن كانت الإصابات التي خرج بها المنتخب من ذلك اللقاء الخشن أمام صغار نيوزيلندا الجارة قد تضيق من الخيارات المتاحة لريكارد وتقصرها على الحلول الإدراكية التي تقيد زوايا الرؤية الفنية للمدرب بخيارات أقل جدوى.. يمكن!! أقصد هنا عامل «البنية الجسمانية» التي لا تتوافر كميزة لدى اللاعبين السعوديين إلا فيما ندر، فإذا وقفت الإصابات عائقا للاعبين المختارين كتناسب فما الذي سيتبقى؟!

لقاء أستراليا يحتاج قوة التحام مع الخصم، مع أن كرة القدم «مخ» وليست «عضلات»، مع أنها تحتاج للأخيرة لتصريف طاقة العقل. رأينا كيف هو الحال مع أولمبي نيوزيلندا، فما بالك أمام كبارهم في اللقاء الودي المقبل.. وأستراليا في ما بعد؟!

نيوزيلندا الفريق القابع فنيا ضمن فرق ما بعد المئوية (120) كتصنيف عالمي مفيدة في خانة التجهيز والتحضير الأهم، غير أن الموجة الانفعالية المضادة لناتج المنتخب أمام أولمبي نيوزيلندا (0/3) غير مبررة إطلاقا من جهات اعتادت مصادرة المجهودات العاملة، وهذا غير منصف إطلاقا!!

التعبئة النفسية مهمة للقاء الأربعاء القادم والذي سيمثل للسعوديين «شباك» أمل. منتخبنا حاليا في موقف لا يحسد عليه كمعنويات صدقوني، وليس بحاجة لمن «يكسر مجاديفه» في الطريق إلى مستقبل مونديالي على شفا حفرة.. ألقاكم!

[email protected]