بيرلو والميلان أحسنا صنعا

لويجي غارلاندو

TT

لعب بيرلو، مهاجم اليوفي، مباراة رائعة السبت الماضي وسجل هدفه الأول بقميص اليوفي في الأسبوع الذي يحتدم فيه التنافس على الدرع بين اليوفي والميلان، فريقه السابق، وكان الأمر بمثابة إطلاق لصافرة احتدام المنافسة الكبيرة. وقد تجددت معاناة بيرلو، لكن هل كانت تتعلق بالاستغناء عنه لصالح اليوفي؟ على أي حال، لم يكن هناك لاعب أكثر حسما بالنسبة لكونتي. وعلى الأرجح لم يكن اليوفي ليصبح غير قابل للهزيمة بهذه السرعة من دون بيرلو، وكان من الصعب أن ينضج فريق تعلم من خبرته ومن شخصيته بهذه السرعة. أما عن وجهة النظر التي نعتقد في صحتها فإن بيرلو قد فعل خيرا برحيله عن الميلان الذي أحسن صنعا بتركه يرحل.

وبعد رفض عقد لمدة 3 أعوام، الذي كان سيمثل فترة ما قبل التقاعد بالنسبة لبيرلو الذي يبلغ من العمر 31 عاما، وبعد أن أمضى 10 سنوات من مسيرته الكروية بقميص الميلان، قرر تغيير فريقه وقميصه وطريقة لعبه والبدء بكل شيء جديد. ولعب بالشجاعة التي تطلبها وقت مضى من عدم الاستقرار، فبعد أن علَّم الكثير أتاحت له الظروف الآن أيضا تعلم الكثير. فإن طريقة الدفاع بثلاثة لاعبين على سبيل المثال لم يُتَح له اللعب بها أبدا، ولم يقل لكونتي أيضا: «أنا بطل العالم وأعرف كيف يمكنني اللعب والفوز» مثلما فعل لاعبو الإنتر الكبار الذين أعمتهم معرفتهم عن حقيقة أن الأيام دول، متغاضين عن محاولات المدربين في ابتكار شيء جديد. ولم يفهموا أن التغيير عند عمر معين يعني الحفاظ على حياة العقل والروح، كما أظهر بيرلو ذلك، فقد كان يتراوح متوسط تسديد مهاجم الميلان السابق حول 6.11 درجة في الـ4 مواسم الأخيرة، لكن ارتفع ذلك المتوسط إلى 6.57 درجة؛ حيث يستجمع نشاط وقوة أول انطلاقة له في الملعب في كل مباراة يخوضها، كما لم يتعرض للإصابة مجددا؛ حيث يبدو وكأنه يتمتع بحماية خاصة من الإصابات؛ حيث خاض 17 مباراة في الموسم الماضي و22 مباراة من 23 مباراة في الموسم الحالي (غاب عن مباراة بسبب الإيقاف). ويستحق بيرلو اليوم جائزة الكرة الذهبية.

إذن هل أخطأ الميلان في الاستغناء عنه؟ لا، لم يخطئ؛ لأن بيرلو أنهى مهمته على هامش المشروع الخططي؛ حيث لم يكن موجودا في الملعب حينما حقق أليغري ثورة في الفريق بالدفع بغاتوزو وأمبروزيني وفلاميني، كما لم يوجد في مباريات محورية عندما حقق الميلان الفوز على مضيفه اليوفي 1 - 0 وعلى الإنتر 3 - 0 وعلى فيورنتينا 2 - 1. كما يفضل أليغري اختيار لاعب صلب وسريع في الركض يساند فان بوميل ويلعب كرات طويلة، وكان يرى بيرلو في مركز صانع الألعاب ولا يتحمل استحواذه البطيء على الكرة، الذي فرضه على زملائه. وأدرك مدرب الميلان أمرا غاب عن الإنتر؛ فعند تحقيق الفوز تدعو الحاجة إلى التغيير للحفاظ على الفوز والحماس من خلال التجديد. وعلى هذا النحو فكر أليغري في التغيير في لاعبي الفريق الكبار، فمع وجود بيرلو في صفوف الميلان كان من الصعب رؤية هجمات الهداف نوتشيرينو ولعب أكويلاني العبقري وومضات إيمانولسون المتألقة. وكان بيرلو ليقوم بأشياء متوقعة تجنبها أليغري بتجديدات متفرقة، وهو ما يمثل أحد أفضاله على فريق الميلان.

ويعتبر صحيحا أن أليغري أتيحت له فرصة تصميم فريقه وأن بيرلو رحل ليزدهر في فريق آخر، وكم يحالفنا الحظ في أن نلقاهما في مواجهة بعضهما البعض في اللحظة المناسبة من هذا الموسم في الجولة 25 من الدوري السبت المقبل في سان سيرو.