فريق نابولي يجعل التميز شيئا عاديا

باولو كوندو

TT

دائما أكثر سخونة وأكثر تألقا، حيث يعيش ربيع كرة القدم الإيطالية ليلة أخرى من الفخر والاعتزاز في استاد سان باولو. وبعد ستة أيام من التجربة الرائعة لفريق الميلان أمام آرسنال (حيث دك الفريق الإيطالي شباك نظيره الإنجليزي برباعية نظيفة)، يصعد نابولي أيضا على قطار بطولة دوري أبطال أوروبا بفضل التألق المعتاد له (ويبدو أن الأمر يشوبه التناقض ولكنه ليس كذلك). وبكل تأكيد، إنه التميز المعتاد بالنسبة له لأن ما يفعله لافيتسي وكافاني في دوري أبطال أوروبا يعتبر ببساطة شيئا رائعا، ولكنه المعتاد منهما. وكان القضاء على فريق مانشستر سيتي وفياريال الإسباني بالفعل إنجازا عظيما. ويعد فوز نابولي بثلاثية مقابل هدف أمام ضيفه تشيلسي الإنجليزي، الفريق الذي يبدو منهكا إلى حد ما، لكنه دائما ما يكون خطيرا، قفزة عالية إلى النجوم. ولم يتم إغلاق مسألة الإقصاء المباشر من البطولة ولكنه الآن موجه بطريقة ما؛ نظرا لأنه مع احتلال والتر ماتزاري مقعد المدرب لا يعد نابولي فريقا لديه حماس كبير فحسب، لكنه أيضا يتمتع بالناحية الخططية والذكاء والقدرة على إدارة المباراة والسيطرة على النفس في الفترات الحاسمة.

يذكر أنه من الممكن أن يقود فريق تشيلسي مدرب آخر في غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة؛ حيث كان مستقبل فياس بواس، مدرب الفريق الإنجليزي، معتمدا كثيرا على هذه المباراة. وعلى أي حال، فإن فريق نابولي قادر على تسجيل الأهداف ودك شباك الخصم في استاد ستامفورد بريدج، وهو الأمر الذي من المفترض أن ينهي هاجس المباراة على ملعب خارج أرضه، وإدراك كارثة كرة القدم الإنجليزية التي استقبلت في غضون ستة أيام سبعة أهداف من فرق إيطالية، وهي الآن على حافة الإقصاء الكامل من البطولة، والفضل في هذا يعود إلى فرقنا الإيطالية.

وإذا كان فريق نابولي، الذي يعد الأقوى مقارنة بالتحديد بالإنجاز الرائع الذي حققه في فصل الخريف الماضي، هو الحقيقة الأولى البارزة في هذه الأمسية، فإن الثانية هي التصرف الذي سيمكننا من أن نطلق عليه شبكة مورينهو؛ نظرا لأنه من بين فريق ريال مدريد الذي يقوده بشكل مباشر، وتشيلسي الذي يتدخل فيه من خلال الرسائل القصيرة إلى الإداريين القدامى، والإنتر الذي يوجه له تصريحات كثيرة ومؤثرة: «لا تهتفوا باسمي، وساعدوا رانييري»، تمكن من البقاء في قلب المشهد في معظم الأماكن في الوقت نفسه. وفي الواقع، فإن لقاءه في بطولة الأبطال لم ينته بشكل جيد، لأنه وهو في انتظار تحقيق فوز كبير أمام سسكا موسكو في مباراة الذهاب لدور ثمن النهائي من بطولة دوري الأبطال، وجد التعادل (1-1) الذي إذا لم يغير شيئا بصدد الإقصاء المباشر من البطولة، فإنه يضع بصمة على السجل النظيف لكل انتصارات ريال مدريد في أوروبا. وتعتبر هذه الخسارة صغيرة لكنه عقاب مناسب على الأداء المتواضع الذي افتقد الكثير من الأمور، وكان باقي المباراة تحت السيطرة بالنسبة له. وكان يُقال في فترة ما إن أداء معينا وتصرفات بعينها ستفيد في حصيلة مباراة العودة، وبالتأكيد لم يرحب مورينهو بهذا الكلام. لكن شيئا ما يقول لنا إن تراجع أداء تشيلسي الإنجليزي قد أعاد الابتسامة لجوزيه.