أنديتنا الكبيرة في الإمارات وقطر!

عادل عصام الدين

TT

مما لا شك فيه أن سفر أي فريق إلى الخارج لإقامة معسكر تدريبي، مفيد من ناحية «كسر الروتين» وتجديد ودعم الجانبين النفسي والذهني، ولكن بالتأكيد مثل هذا السفر ليس هدفه السياحة والترفيه والتنزه.

وحين تغادر فرقنا الكبيرة جميعها إلى الدوحة ودبي لإقامة معسكر تدريبي فليس الهدف ترفيهيا أو مجرد سياحة، بل الهدف الأول أن تكون هناك فائدة تعود على الفرق.

ذهبت فرقنا الكبيرة للاستفادة، ولذلك يطرح السؤال الكبير نفسه: لماذا ذهبت فرقنا؟!

إنها «البيئة» بلا أدنى شك.

وسبب السفر «الرياضي».. والرياضي البحت.. مؤلم ومحزن.. ليس لأن هذه المدن لا تستحق أن نذهب إليها.. بل لأن فرقنا لم تجد المكان الملائم والمناسب هنا.

أعترف أن «كسر الروتين» لا يتحقق إلا بمثل هذا السفر حتى لو كانت الوجهة الدوحة أو دبي.. ولكن أليس من المزعج أن لا تجد أنديتنا مكانا مناسبا لإقامة معسكر تدريبي هنا؟!

إنها المنشآت... وأماكن الإقامة.. ولا شيء غير ذلك.

هذا الخروج الجماعي.. اللافت للنظر.. مثال جديد على أن وضعنا لا يسر في ما يتعلق بـ«المنشآت» وملاعب التدريب.. سواء من ناحية الكيف.. أو الكم.

معاناتنا لا تتمثل في المنشآت الضخمة أي «الاستادات» الخاصة بالمباريات الجماهيرية الكبيرة فحسب، بل حتى في ملاعب التدريب المختلفة.. التي تتوفر فيها كل مواصفات ملاعب التدريب العالمية الراقية.

وهذه المرة.. لن نتحدث عن «الجو» أو الطقس لأن «الجو» في دبي والدوحة لا يختلف عن مدننا.. وفرقنا لم تذهب لتغيير «الجو».. بل ذهبت بالفعل للتدريب وإقامة معسكرات ناجحة.

أليس من المؤلم أن لا تستطيع توفير هذه المعسكرات الناجحة التي تتطلب ملاعب تدريب كافية.. وجيدة؟! نحن بحاجة إلى «استادات» للمباريات، وملاعب للتدريب حتى لو كانت هذه الملاعب غير محاطة بالمدرجات.

يعجبني رئيس نادي أبها السابق عبد الوهاب آل مجثل.. عضو مجلس الشورى الحالي.. بآرائه الجريئة وحماسه. قرأت الحوار الذي أجري معه في «الوطن» وجاء العنوان: «مجلس الشورى غير راضٍ عن رعاية الشباب والاتحادات».

وإذا كنت أحد الذين يطالبون بالتطوير ومزيد من الاهتمام والسعي لاستعادة انتصارات الماضي، خصوصا في كرة القدم، فمن حقي أن أسأل كما سألت عدة مرات من قبل: وأين مجلس الشورى نفسه من الرياضة؟! لماذا يركز مجلس الشورى على النتائج ويتجاهل الأسباب الحقيقية لتواضع الأداء الرياضي؟ وهذا «التواضع» ليس مسؤولية الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحدها.. ولا الاتحادات وحدها. مجلس الشورى نفسه مقصر في هذا الجانب مع الأسف.