قرارات التطوير.. بين التفعيل والتعطيل!

هيا الغامدي

TT

اجتماع الأربعاء الماضي الذي انتظره الجميع بآمال وتخمينات مسبقة ومتعددة لم يأتِ للمصادقة عليها جميعا، فجملة القرارات التي وصفت بالتاريخية «شكلا» مع أن ليس بمضمونها ما يدلل على ذلك، فأغلبها مجرد تطلعات وتأملات وعناوين عريضة «مبهمة» لما سيتم عمله وتفعيله فيما بعد! كما أنها لم تحمل تفاصيل دقيقة تعطي انطباعا قريبا من الشفافية لمخرجاتها الزمنية والمعنية! مثلا فكرة تطوير الكرة السعودية كهدف «أزلي» عريض ينطلق من نقطة مركزية ضخ الدماء الجديدة الشابة العاملة وتفعيل آليات العلم والتكنولوجيا التي يحتاجها العصر ودعم الفكر الإداري الاحترافي التطبيقي والتصوري «الاستثماري» كفكرة موجودة ودارجة من قبل.. لكن!

تغيير مسمى هيئة دوري المحترفين لرابطة دوري المحترفين عدا تغيير اسم الرئيس لم يتم الإفصاح عن أي متغيرات أو تفاصيل تمثل توابع جديدة غير أسماء الأعضاء! وبالاتجاه نفسه لا تزال إشكالية تداخل المناصب وازدواجيتها حاضرة مع مطالبنا المستمرة بضرورة «تفريغ» الأذهان العاملة لضمان تركيز أكثر بعملها فمن سيضمن نجاح تداخل رئاسة مهمتين كرابطة دورينا والروابط المحترفة بالقارة الآسيوية ليس كحضور أو سفر، ولكن كتفرغ ذهني احترافي يضمن خلو الكادر من توابع ضغوط العمل وتعاقبه!!

تغيير اسم دوري الدرجة الأولى لدوري المحترفين أعتقد أنه خطوة تقفز كثيرا عن الواقع، فما زالت تلك الفرق عاجزة عن تأمين مصروفاتها الأساسية، فما بالك بمتطلبات دوري المحترفين وما يتطلبه من رعاية ومخصصات مالية ودعم وتطوير منشآت ولاعبين أجانب.. إلخ، القرار فعل تغيير الاسم ولكنه لم يضع آلية / تصور / اتفاقية استثمارية قريبة المدى ومضمونة الجانب!

القرار الأكثر جدلا هو تقليص عدد اللاعبين الأجانب، فالكل أصبح يغني على ليلاه ويعزف على وتر مصالحه، غير أن المنطق يقول بأن قرارا كهذا ما من شك ستذهب ضحيته الفرق المعتمدة بشكل كبير على وجود اللاعب الأجنبي ضمن تشكيلاتها الاستراتيجية، صحيح أن هناك أندية «منحوسة» مع الأجانب حيث لا يشكلون لديها أي أهمية أو يصنعون فارقا، لكن على العكس هناك العكس، وبالتالي حينما تعمم مسألة كهذه دون النظر لكونها «نسبية» فالموضوع فيه إجحاف بحق البعض، خاصة إذا وضعنا مأزق المشاركة بدوري أبطال آسيا، والذي تلعب فيه الفرق بمسميات أجنبية متعددة وقوية، وبالتالي يصبح هذا القرار معطلا للانطلاقة ومكبلا لها بشكل أو بآخر!! ولا أدري أي تعارض بين وجود الأجنبي المميز مع فرص ابن النادي أو سلبية متوقعة، فجميعنا نرى مدى انعدام التداخل بين هذا وذاك بالفرق العالمية ولا أكثر من ناديي برشلونة والريال.. فسيل أجانبهما لم يمنع منتخب «الماتادور» من اعتلاء منصة تصنيف الفيفا وتزعمها فضلا عن القوة والتمكن كبطل للعالم!

ومن القرارات الإيجابية برأيي فكرة الاستعانة بعنصر اللاعبين غير السعوديين المولودين بالمملكة، وهو شكل من أشكال «التجنيس» ولو الضمني، والذي رأينا مخرجاته الإيجابية الفاعلة لدى الدول المجاورة بالمشاركات وعلى مستوى جميع الألعاب!

أيضا إقرار مبدأ التصويت والانتخاب الذي يجعلنا نتساءل لماذا لم يتم تفعيله في اتخاذ بعض القرارات المعنية بالأندية كقرار «تقنين» الاستعانة بالعنصر الأجنبي من 4 إلى 3؟! أم إننا لا نزال نعايش زمن القرارات الإنشائية والاستعراضية التي هي مجرد حبر على ورق؟!!!