الإنتر يحتاج لإعادة تحفيز

أريغو ساكي

TT

انتهت مباريات ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال بنتيجة إيجابية إلى حد ما لصالح الفرق الإيطالية، حيث فاز الميلان ونابولي وخسر الإنتر. وربما تؤكد مباريات الإياب ذلك الاتجاه أو تجعله أفضل إذا نجح الإنتر في تحقيق الفوز أمام مارسيليا.

فقد تغلب الميلان على الآرسنال بجدارة بإظهار تفوقه الكامل مؤكدا على لياقته البدنية عالية المستوى. وقد كان لاعبو الميلان أفضل من لاعبي الخصم الشباب سواء على المستوى الفردي أو على مستوى طريقة لعب الفريق ككل. كما أمكننا إدراك أن فريق الآرسنال لم يتمكن على المستوى الفردي من معادلة مستوى لاعبين كبار مثل إبراهيموفيتش وروبينهو وتياغو سيلفا وفان بوميل، إلى آخره، ولكن كان من الصعب أيضا تخيل طريقة اللعب والوعي الجماعي والتي لن ترقى إلى مستوى الميلان. إذن تهانينا للمدرب ماسيميليانو أليغري على عمله الجيد. وفي مباراة الإياب لا نتوقع وجود أي مشكلات إلا إذا سقط أحد اللاعبين فجأة.

في المقابل أهدى فريق نابولي جماهيره المتحمسة ليلة أخرى ساحرة، حيث استحق الفوز على تشيلسي الإنجليزي في ذهاب ثمن نهائي الأبطال الثلاثاء الماضي بتقديم طريقة لعبه المتميزة بالوضوح والحماس والكفاءة العالية. كما أكد فريق تشيلسي مروره بلحظات سيئة للغاية سمحت لفريق نابولي بالتغلب عليه بطريقة تامة. كما كان أداء نابولي مؤثرا للغاية من خلال بذل كل ما بوسعه في الملعب وإظهار روح الفريق والحماسة والشخصية والكفاءة الفردية والتركيز ووضوح الأفكار (أفكار قليلة ولكن واضحة أفضل من كثيرة متداخلة). ويمثل ماتزاري بالطبع المصمم الفني لذلك المشروع الخططي وعلينا الاعتراف بفضله الكبير حتى وإن كان لاعبو نابولي لا يحسنون الاستفادة من انطلاقات الكرة الطولية ويهتمون قليلا بفرض سيطرتهم على الملعب وعلى الكرة.

يذكر أن الإبداع في الملعب يرجع إلى تفوق الفرد، والتناغم ليس دائما الأفضل، ولكن فريق نابولي أثبت تميزا فنيا وخططيا وواقعية وهجمات مرتدة رائعة مثلما يفعل ذلك القليل من الفرق في العالم، وأن الجهد المبذول من جانب إدارة النادي والمدرب ماتزاري كبير جدا بشكل واضح بالنظر إلى كيفية نضج كافاني ولافيتسي وهامسيك وباقي اللاعبين بعض الشيء ومقارنته مع نقطة انطلاقهم.

أما عن اللحظة السوداء التي يعيشها الإنتر الآن، والتي ازدادت أيضا عقب الهزيمة أمام مارسيليا في ذهاب ثمن نهائي دوري الأبطال، حيث لم يستحق الإنتر الهزيمة في هذه المباراة نظرا لأن الفريق كان أكثر تركيزا وحسما من المعتاد حتى وإن لم يعد للتألق بعد.. فقد كانت إدارة المباراة هادئة إلى حد ما ولكن في ما بعد مع مرور الدقائق تراجعت نقطة ارتكاز الإنتر في الملعب وحد من الهجمات المرتدة. وعندما يلعب فريق في ظل الضغط الذاتي لوقت طويل يمكن أن يرتكب خطأ ويخسر المباراة. ويتعين على كلاوديو رانييري الانشغال خلال تلك الجولات العشرين بإعادة تحفيز لاعبيه بشكل عال وبث الثقة بالنفس في انتظار تحسين التعاون في الملعب وانسيابية المناورة بالكرة. كما يتمتع فريق مارسيليا بالقدرة التنافسية ذاتها مثل الإنتر إذا وجدوا أيضا روح الفريق والحماس المرتفع. وإذا نجحت الفرق الثلاثة في التأهل لربع نهائي دوري الأبطال فسيمثل ذلك نجاحا بالنسبة للكرة الإيطالية.