مع أم ضد غير السعوديين؟

مسلي آل معمر

TT

طغت جدلية تقليص عدد اللاعبين الأجانب في دوري زين على بقية قرارات التغيير، فبدا الأمر وكأنه يعني أن التطوير هو في تقليص العدد فقط، وعلى الرغم من اتفاقي مع الأصوات التي ترفض المقترح، فإنني لا أوافق الزملاء الذين قللوا مما جاء في المؤتمر بشرط أن تطبق الأفكار على أرض الواقع، وربما تكون هذه إحدى مشكلاتنا في الرياضة السعودية، وهي أن الأفكار تظهر في بدايتها وردية وعلى قارعة طريق منمق، ثم تذبل مع مرور الوقت شيئا فشيئا حتى تختفي من الوجود.

في قضية التقليص، لا شك أن للأمر إيجابياته وسلبياته، وأظن أن اتحاد الكرة بنى المقترح على أن وفرة اللاعبين الأجانب قد حدت من فرص بروز اللاعبين المحليين، وهذا ما أثر سلبا على المنتخب في خانات مهمة مثل صانعي الألعاب والمهاجمين، وحول هذه الجزئية لا أعتقد أن التقليص هو الحل؛ لأن النادي قد يجلب لاعبين في هاتين الخانتين حتى إن كانت خانات الأجانب ثلاثا فقط، والحقيقة أن المعضلة الكبرى في إقرار عدد اللاعبين الأجانب تتمثل في أن أغلب إدارات الأندية إن لم تكن جميعها تتصرف وكأن تسجيل 4 لاعبين أجانب أمر إلزامي وتسجل لاعبين بمبالغ طائلة حتى إن كانوا أقل مستوى من المحليين، بل إن هذه الأندية توقع العقود مع اللاعبين الأجانب وهي لا تعلم من أين ستأتي بمصادر تمويل الصفقات، وهذا ما يوقعها دائما في حرج مع اللاعبين والمدربين وبالتالي هز سمعة أندية الدوري في سوق الانتقالات الدولية.

إذا كان اتحاد الكرة يعني بالمقترح تقليص مصاريف الأندية وحمايتها من تصرف إداراتها بتوقيع عقود ضخمة مع اللاعبين الأجانب، فأعتقد أنه بإمكانه ضبط العمل بالتشديد على الأندية بتسديد التزاماتها قبل التسجيل، وتقديم ضمانات مالية لأي صفقة مع لاعب أجنبي، كما يمكن أن يقلص السماح بالتسجيل للاعبين الأجانب في الفترة الثانية للاعب واحد فقط، وذلك للوقوف ضد قرارات الأندية التي تتعاقد مع 4 لاعبين في الفترة الأولى ثم تسرحهم في الفترة الثانية.

في اعتقادي الخاص أن إتاحة الفرصة أمام الأندية لتسجيل 4 أجانب تسهم في تخفيض قيمة عقود اللاعبين السعوديين، وذلك طبقا لنظرية العرض والطلب؛ ففي حالة مبالغة لاعب سعودي في قيمة عقده من الممكن تعويضه بلاعب أجنبي في ظل توافر الخانات.. في المقابل لا تزال الأندية تنتظر من لائحة لجنة الاحتراف حلولا للمخالصات مع اللاعبين الأجانب المرتبطين بعقود طويلة، وأظن أنه لا يمكن حل مثل هذه الإشكالية إلا بالسماح بتسجيل 5 لاعبين غير سعوديين في القائمة بشرط ألا يدخل الفريق في قائمة المباراة إلا بـ4 لاعبين، وهنا سيطلب اللاعب المخالصة لأنه سيشعر أنه سيكمل الموسم بعيدا عن المشاركة، ومع انتهاء مساحة المقال تبقى شجون الاحتراف مسلسلا لن ينتهي ولنا إليه عودة.