معسكرات دبي!

مصطفى الآغا

TT

لا شك ولا نقاش ولا جدال في أن دبي من الوجهات المفضلة سياحيا ورياضيا لكل أندية ومنتخبات العالم لما تتمتع به من جو رائع شتاءً ومرافق ومنشآت وملاعب بسوية عالمية، ولهذا تجد أن كبار أندية العالم ونجومه يأتون إليها وبعضهم اشتروا فيها بيوتا فخمة يقيمون فيها شتاء وحتى صيفا، وكلما التقيت نجما عالميا أجده يتحدث عن هذه المدينة وعن رغبته بشراء عقار فيها.

لهذا ليس غريبا أن تعسكر فيها أندية الهلال والأهلي والاتحاد السعودية والقادسية الكويتي وبونيودكور الأوزبكي ومنتخبات الأردن وإيران وأوزبكستان الأولمبي والأول ومصر الأولمبي ومنتخب رومانيا الأولمبي.. كلها خلال فترة واحدة، والأكيد أن المعسكرات لا تعني فقط تدريبات وملاعب، وأعتقد أن جزءا من وجود المعسكرات هو للترفيه عن اللاعبين وإبعادهم عن الضغوط والصحافة، وهو ما فعله القادسية الذي جاء إلى الشارقة بـ11 لاعبا بعضهم مصاب وبعضهم يستعيد عافيته مع انضمام النجوم لمعسكر المنتخب الذي يستعد للقاء كوريا الجنوبية بعدما وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه إطلاقا عندما لم يحترم المنتخب اللبناني فتعادل معه في بيروت وخسر معه في الكويت وأثبتت كرة القدم أنها تعطي من يعطيها بغض النظر عن الظروف والتاريخ والأسماء والملاعب والنجوم والإعلام والفضائيات والدوري القوي والمدربين العالميين وغيرها من عوامل التكافؤ الأخرى.

نعود لمعسكرات دبي التدريبية والترويحية التي قد يفهمها البعض بشكل مغاير فتخف الانضباطية في عصر الاحتراف، لكن مدرب الهلال مثلا، إيفان هاسيك، أظهر للجميع أنه حازم حاسم في أمره (وهو أمر مطلوب جدا في أي مدرب) وأبعد حارسي فريقه الشراحيلي والدعيع لأنهما لم ينضبطا في مواعيد التدريبات (حسبما سمعنا) وأعادهما للرياض في خطوة لم أتوقعها شخصيا من مدرب جديد ما زال يدرس نفسيات لاعبيه وطريقة تفكير كل واحد منهم؛ لأن اللاعب في النهاية بشر، والبشر ليسوا نسخة واحدة من بعضهم البعض، لكن المنظومة الهلالية أيضا تجعلنا لا نفاجأ بمثل هذه القرارات، والدليل أن الفريق، على الرغم من الإحلالات الكبيرة التي حدثت فيه وغياب نجوم كبار، بقي يحمل شخصية البطل، حتى إن تعذب قبل أن يفوز على منافسيه.

الحزم والحسم واحترام المواعيد واحترام التدريبات والتغذية وعدم السهر واحترام المنافسين مهما كانت أحجامهم هي الطريق الوحيد للتميز، وها نحن على أعتاب ساعات الحقيقة للكثير من المنتخبات العربية الآسيوية التي وجدت نفسها في ورطة في تصفيات كأس العالم، ويوم الأربعاء سنودع الكثير منها، ولن ينفع البكاء على اللبن المسكوب، ولن ينفع «تفنيش» مدرب ولا تشكيل لجان تحقيق أو دراسة للأوضاع؛ لأن المونديال يأتي مرة كل 4 سنوات.