اللهم لا اعتراض!

هيا الغامدي

TT

ما من شك في أن ما حدث لمنتخبنا الوطني الأول باستراليا لم يشكل صدمة ولا فاجعة (جديدة من نوعها) ولا نهاية مأساوية لقصة حلم جميلة عاشتها الكرة السعودية مؤخرا ولكنها مشاهد مكررة ومتعاقبة ومتشابهة وحزينة لواقع سيئ أدمن على الإخفاق والتواري والأسباب مجهولة والمبررات كثر والإسقاطات عدة والمجرمون... أبرياء حتى تثبت إدانتهم بساحة الإخفاق العالمية!!

البحث عن شماعة هو مجمل العمل وخلاصة البحث عن أسباب للإخفاق، خطط توضع وأهداف ترسم خبراء يأتون أجهزة فنية تتعاقب والمخرجات.. خواااء، سنين ضاعت خلف وهم وسراب حسبه الشارع السعودي حقيقة كعلاج وكي للسلبيات.. ولكن!

ومع أن أغلب الظن اتجه لتهيئة الأجواء لتلقي هزيمة دولية جديدة فلم يكن متوقعا أن تأتي فضيحة كخروج أبقى الوضعية السابقة على حالها وأسوأ نتيجة كارثية صادقت على وعيد الخصم وحماقته! كثيرون هم المتشائمون الذين كانوا ينتظرون لحظة الانزلاقة الحقيقية، والأكثر هم من بقوا يقفون على أطلال زمن الـ94م وما تلاه زمن الكرة الحقيقية، زمن الرجال مع أنهم «هواة» إلا أن غيرتهم وحميتهم تجاه شعار بلدهم كانت أضعاف ما نشاهد ونعاصر ونتحسر حاليا! رجال مونديال أميركا كانوا يحصدون الملعب طولا بعرض انتصارا لشعار المملكة العربية السعودية ليس من أجل عقود ولا من أجل شهرة ولا..!! إلهي! أيعقل أن نطالب بالعودة لزمن الهواية لنضمن ولاء.. عطاء.. جدية أكثر وقتالية؟!!

إن إشكالية الأربعاء.. الأسود لم تكن وقتية بقدر ما هي تراكمية وتتابعية، فالتشكيل الجديد للمختارين كعناصر غير الأسماء ولم يلغِ الكاريزما الأساسية للجيل الحالي الباحث عن الكرة من أجل الشهرة والكرة من أجل المال، وابحثوا عن العوائد الإيجابية من المتغيرين (المال والشهرة) ومدى ارتباطهما بالمصلحة العامة والمكتسبات الطويلة المدى... للأسف لا شيء أكثر من الأنانية وحب الذات!!

مشكلتنا المتكررة ليست مع مدرب عالمي باهظ التكاليف وبصحبته جوقة من البودي غارد لا أدري حماية ومن ماذا أو مجرد وجاهة؟! ولا بتشكيل مستحدث من اللاعبين ولا بإداري مختلف كمعاملة، المشكلة الأساسية في محرك كل هؤلاء «العقول» الأذهان المعدة للعمل بكل الجهات ومن ثم النسيج الذهني والبدني والنفسي للاعبين المعدين إعدادا علميا/أكاديميا على الكرة وبرمجتها البرمجة المطلوبة لخدمة أهداف الجماعة لا الفرد.

التدرج الصحي يبدأ بالعمل والاهتمام والتركيز والرعاية بالصغار الناشئين ومن ثم الشباب والأولمبي والأول التدرج بالفرق السنية والمنتخبات بحيث يأتي الإنجاز من على أكتاف إنجاز سابق مبني عليه وسائر لأعلى البناء!

الاهتمام بالجو الداخلي للأندية وتذويب الفوارق الطبقية بينها أو على الأقل تقريب المسافة بين ما هي أندية عليا ووسطى ودنيا!

نقطة الصفر تلك الدرجة المقيتة التي نعود إليها كل مرة لتتجمد أحلامنا وخططنا الاستراتيجية وتتجمد /تتبلد! جميعنا معنيون بالتغيير والتطوير والحراك، لغة الانتخابات الجديدة ستفيد بخانة الاختيار حسب الأهلية والمهنية والجدارة المفضية للنتائج الإيجابية، لا وقت للشماتة /التشفي بل العمل الممتد لا المتسرع كرد فعل.. تطمين.. إسكات ومن ثم نفاجأ بالمشكلة تعاود الظهور مع أول استحقاق مستقبلي!

صدقوني لن نبرح مكاننا ما لم نترك لغة التطبيل.. النفاق.. المداهنة /المجاملة الكذابة (كحاضر وكل شيء تمام) أطال الله أعمارنا جميعا!!

[email protected]