من دمر كرتنا..؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

«إنهم جيل النكسة، جيل الخيبة، جيل الهزائم، جيل العقود الملايينية، يأخذون ولا يعطون، مستوياتهم باهتة وعطاءاتهم غائبة».

ليست هذه الكلمات المدونة أعلاه سوى عناوين لبرامج تلفزيونية وتصريحات لمسؤولي أندية واتحاد، والكثير الكثير!

هل يعقل ذلك؟ هل يمكن أن نطلق على نجومنا هذه الأوصاف، بينما أنتم السبب الرئيسي في الحال الذي وصلت إليه كرتنا؟!

هذا الجيل يا هؤلاء هم نتاجكم، هم نتاج عملكم، هم نتاج إداراتكم، هم نتاج خططكم الاستراتيجية، هذا إذا كان لديكم خطط أيها الرؤساء في كل مكان في رياضتنا من اتحاد وأندية!

اسألوا أيها الناس!.. من غرس في ذهنية نجومنا أنهم جيل الأحلام وأنهم يمثلون منتخب الحلم؟

لكم أن تتساءلوا من منح هؤلاء اللاعبين عشرات الملايين..! كنتم تدفعون هذه الملايين عنادا ومكابرة لا بهدف القيمة الفنية المسعرة لكل لاعب، وحينما شعرتم بفضاء خزائنكم قلتم إنهم لا يستحقون لتهرولوا إلى عقد اجتماعات بهدف تحديد سقف لمقدمات العقود.. هذا ما جنته عقولكم وسياستكم؟!

أتعجب وأستغرب حينما تضعون اللوم على اللاعب والمدرب، بينما الواقع والحق والمنطق والعقل يقولون: إنكم أنتم السبب لا هم!

نعم أنتم إدارات النكسة.. أنتم من أنتج الخيبة للشارع الرياضي؟

تصرفون عشرات بل مئات الملايين على أنصاف الأجانب بينما تتجاهلون الصغار لأنكم لا تريدون نتائج وقتية ولا تعرفون كيف تخططون للمستقبل!

من رسخ في أذهان نجومنا ثقافة تأجيل المباريات، ومن زرع فيهم ثقافة لعب الهواة دون ثقافة الاحتراف.. تريدون بطولات أندية آسيا وكأس العالم للأندية للمنتخبات في حين أن نجومكم لا يتدربون سوى ساعة أو ساعتين في اليوم وتدعون أمام الناس أنكم تطبقون الاحتراف الحقيقي.. وهل ما تفعلونه الآن احتراف.

منذ عام 2000 ونحن نحذر من الوصول إلى هذا الحال بينما كان المسؤولون في الأندية والاتحاد يرون أن الإعلام الرياضي «الحقيقي» يسبح ضد التيار، لكنهم الآن يدركون أن هذا الإعلام «غير المطبل» هو الذي كان يرى بعين الحصيف، بينما كانوا هم ومن معهم من إعلام «التطبيل» يرون بعين لا هدف لها ولا رأيا..!

أتصور أن المرحلة المقبلة بحاجة لرسم سياسة هدفها إعادة كرة البلاد إلى الواجهة.

هذه السياسة عليها أن تقوم على أساسيات الاعتماد على الفئات السنية وتطويرها والاهتمام بها والارتقاء بالبنى التحتية للملاعب، فضلا عن الأهم وهو تطبيق الاحتراف الحقيقي على كافة الأندية التي يقال: إنها «محترفة».. نعم تطبيق احترافي كما هو في أوروبا، أما ما كان يجري منذ عام 1992 فما هو إلا احتراف «ورقي» بدعم من اتحاد الكرة ولجنته المعنية بالمحترفين.

حينما تفعلون ذلك ثقوا أنكم ستبدأون من جديد لبناء كرتكم التي دمرتموها بأفعالكم وأهوائكم ومزاجيتكم ومجاملاتكم وأهدافكم الخاصة؟!

[email protected]