هل الخلل في «القدم» فقط؟!

صالح بن علي الحمادي

TT

لا شك (لدينا) في أن الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل بن فهد، قد سن «سنة حميدة»، وهو يتقدم ومجلس إدارة الاتحاد بالاستقالة عقب الخروج المبكر من تصفيات كأس العالم (2014 بالبرازيل)! لكن السؤال: لماذا هو وحده؟!

وهل الخلل في اتحاد كرة القدم فقط (؟!) أم أن هناك غيره (كثيرا) من الاتحادات الرياضية السعودية وضعها ليس بأفضل من اتحاد الكرة؟ ومع ذلك لم يدر بخلد أي من مسيريها الاستقالة وترك المجال للغير كي يعمل.

يا سادة ويا أحبة ويا كرام.. كي تبقى المودة والمحبة في كل شيء وداخل إطار تقدير واحترام، لا بد من وضع معايير «دقيقة جدا»، عند قبول كل من يتقدم لرئاسة أي ناد، فزمن الهبوط بـ«الباراشوت» على المواقع القيادية في الأندية الرياضية السعودية يجب أن يولي للأبد!

هذا متى ما أردنا تقديم رياضة حقيقية تنافس الدول الأكثر تقدما.

المفترض أن على كل من يريد رئاسة أي ناد.. أن يعمل فترة لا تقل عن أربع إلى ثماني سنوات في عضوية مجلس الإدارة قبل الترشح للرئاسة.. ومن أين؟ عبر بوابة الجمعيات العمومية الجماهيرية؟ لا، عبر الاجتماعات (الخاصة) بعيدا عن الأندية!

أما رئاسة الاتحادات الرياضية.. فالمنتظر أن لا يأتي إليها إلا شخص حقق نجاحات في مجالات الاتحاد المعني في النادي قبيل عضوية مجلس إدارة الاتحاد، ومن ثم الترشح لرئاسة الاتحاد إياه.

القريبون من الاتحادات الرياضية مدركون تماما أن هناك ما هو أسوأ نتائج ومحصلة من اتحاد القدم، لكن أحدا من هؤلاء لم يمتلك شجاعة نواف في تقديم الاستقالة.. بل هو ينتظر الإقالة؟

لكن تُرى من سيقيل أيا من هؤلاء؟! وهل للجنة الأولمبية أي صلاحيات في شأن كهذا؟

الأكيد أن منظومة الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية السعودية من جهة.. والرئاسة العامة لرعاية الشباب من جهة أخرى بأمس الحاجة إلى تنظيم جديد يعيد آليات العمل بينها وفق منظومة حديثة، مثلما هو معمول به في الدول الأكثر تقدما وتطورا ونتائج قارية وأولمبية وعالمية.

وبصراحة أكثر.. يجب أن تكون لدينا لوائح واضحة في عمل الدورات الزمنية الإدارية، كما هو معمول به في مجلس الشورى (على سبيل المثال)؛ أن لكل رئيس ناد أو اتحاد.. فترة أولى (4 سنوات) وثانية مثلها (4 سنوات أخرى) وبعدها إما الترشح لاتحاد أو ناد آخر أو ترك المجال (نهائيا) لغيره.

شكرا اتحاد الكرة.. شكرا نواف.. شكرا لكل المخلصين والغيورين وعاشت الشجاعة ولا عزاء للجبناء!

[email protected]