الانتخابات والتأمينات

مسلي آل معمر

TT

كالعادة خرج المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم، تاركا لمحبيه خيبة الأمل، ومع كل خيبة أمل جديدة تبرز الأسئلة وتتوزع الاتهامات تجاه المسؤولين، هذا الفشل المتكرر والسيناريوهات المعادة طوال العقد الماضي لم تتغير، بل ظلت ثابتة كثبات الأسماء العتيقة في مواقعها. والآن نجد أصابع الاتهام لا تشير إلا إلى المدرب واللاعبين والأجهزة الإدارية مع اتحاد الكرة، وهذه تحليلات مكررة لا جديد فيها، بل إن هناك من يعتقد أن الحل في الانتخابات، وكأن الاتحاد المنتخب الجديد سيأتي من المريخ ويحمل بيديه الحلول السحرية، من وجهة نظري الخاصة أن القضية مرتبطة بنظام العمل والبيئة غير الاحترافية في الأندية والاتحادات والرعاية وحتى في الإعلام الرياضي، كل هذه الجهات مرتبطة، ولا يمكن أن يجمعها ويفرقها وينظمها إلا رجل يحمل عصا سحرية، وهنا تلعب البيئة دورا مهما، فلكي تحولها إلى بيئة احترافية ينبغي أن تجلب الكفاءات المحترفة، ومن أجل جلب المحترفين يجب أن تقدم المغريات التي أهمها الأمان الوظيفي والمقابل المجزي، المهم في هذا الجانب هو التأسيس للبيئة الجاذبة في للعمل في الاتحادات ورعاية الشباب والأندية، وعلى نفس الصعيد، خلق وسط مشجع للناشئين لكي يقبلوا على احتراف الرياضة في مؤسسات لا تتأخر فيها الرواتب لأشهر طويلة.

* التأمينات واللاعب

* من أكبر المشكلات التي واجهها المنتخب السعودي، هي أن اللاعبين الدوليين أصبحوا رجال أعمال أكثر من كونهم لاعبي كرة قدم، فخلال فترة وجيزة يفاجأ اللاعب بأن رصيده أصبح عامرا بعشرات الملايين وهو لم يصل سن الخامسة والعشرين بعد، لذا يتوقف طموحه وتتحول ممارسته لكرة القدم لديه إلى المتعة الرابعة أو الخامسة في برنامجه الأسبوعي وفي الوقت نفسه يدرك هذا اللاعب فعليا أنه أصبح أغنى من ناديه وربما من المنتخب، حيث ينعم رصيده بملايين الريالات، بينما تجد حساب النادي مدينا، كذلك من الممكن أن تصبح هذه الأموال وبالا على بعض اللاعبين، حيث تهيئ له سبل الانحراف فيقضي على مستقبله في سن مبكرة، ويعيش بقية العمر في حال يرثى لها، ثم يظهر في الإعلام يشتكي من الحال ويحمل الوسط الرياضي ما حدث له ويسيء لمهنة اللاعب المحترف، وينفر النشء من احتراف الرياضة.

في هذا الصدد، أعتقد أنه بإمكان الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، دراسة استحداث لائحة لاشتراكات اللاعبين المحترفين، ويتم دفع رسوم الاشتراك مقدما من مقدمات العقود، كما يمكن أن تقنن المدة الافتراضية لاشتراك اللاعب إلى عشر سنوات، بدلا من 40 عاما للموظف العادي، على اعتبار أن عقود اللاعبين عالية جدا وتدفع مقدما وأعمارهم الافتراضية في الملاعب قصيرة.

أخيرا.. اشتراك اللاعب في التأمينات يؤمن مستقبله، ويحميه من العبث بمقدم العقد، ويخلق بيئة جاذبة لممارسة المهن الرياضية.