موازين القوى.. تغيرت!

مصطفى الآغا

TT

مباشرة وعقب خسارة المنتخب السعودي أمام مستضيفه الأسترالي برباعية أعلنت غياب السعودية من جديد عن نهائيات كؤوس العالم للمرة الثانية على التوالي، وبالتالي استمرار مسلسل التراجع الذي أصاب كل المفاصل من أولمبي وأندية ورجال.. مباشرة بعد الخسارة طالب الكثيرون عبر المنتديات وعبر «تويتر» و«فيس بوك» باستقالة اتحاد الكرة، وهو ما تحقق بعد ساعات قليلة وربما أقل من ساعات عندما أعلن الأمير نواف بن فيصل وإدارته استقالتهم من مناصبهم من أجل منح وجوه جديدة لتستلم زمام المبادرة في قيادة الكرة السعودية نحو المستقبل.

مباشرة جاءت ردود البعض مستغربة وربما مستنكرة بحجة أن الاستقالة ماذا ستفيد الكرة السعودية، بينما طالب البعض ببقاء الأمير الشاب قائلين إنه لم يحقق رؤيته بعد!

المثل يقول «احترنا يا قرعة من وين نبوسك».. يعني إذا لم يتحملوا المسؤولية ولم يستقيلوا قيل عنهم إنهم متشبثون بالكراسي ولا يتزحزحون، وإذا استقالوا قيل وما هي فائدة الاستقالة؟!

أعتقد أن الكرة السعودية بحاجة ماسة لاتحاد كروي من التكنوقراط، أي من الشبان أصحاب الخلفيات التسويقية والتنظيمية والقانونية، وطبعا الرياضية، وهنا لا ننسى أنه للمرة الأولى قد يتم الفصل بين منصبي رئيس اتحاد الكرة والرئيس العام لرعاية الشباب، وهو ما أراده الأمير نواف نفسه عندما أعلن في قرارات الأسبوع قبل الماضي أن الجمعية العمومية هي التي ستحتسب اتحاد اللعبة، وبالتالي بات هناك محاسبة، أي إن خسارة المنتخب وخروجه من تصفيات كأس العالم قد يغير شكل اللعبة هناك بشكل جذري. وأنا شخصيا مع الخصخصة المدروسة ومع إلغاء هيئات أعضاء الشرف لأنها ليست من الاحتراف في شيء، والأهم مع عدم دخول الوسط الإعلامي لمن هو ليس مؤهلا لحمل القلم أو الجلوس خلف الميكروفون، وبالتالي صار ملحا أن يظهر للعلن أخيرا اتحاد أو هيئة الإعلام الرياضي التي طال انتظارها لتنظم آليات العمل والعاملين في هذا الوسط الذي لم يعد وسطا هامشيا كما كان يعتقد البعض، بل هو وسط مهم جدا ولديه تأثير كبير على الرأي العام، وبالتأكيد لا أتحدث عن رقابة في عصر الانفتاح بل أتحدث عن تنظيم هذا الوسط ومحاسبة كل من يتهم الآخرين من دون دليل أو كل من يشتم بكلام لا يستحق أن نراه منشورا على جريدة أو عبر وسيلة إعلامية، فالإعلام شريك في تطور أو تراجع الحركة الرياضية في كل مكان وليس في السعودية فقط.

الأكيد أنه رُبّ ضارة نافعة، والأكيد أن موازين القوى الكروية في غرب آسيا تغيرت، فثلاثة ممن تأهلوا لكؤوس العالم ودعوا مبكرا وتأهل عنهم منتخبات لم تتأهل مطلقا مثل لبنان وقطر وعمان والأردن، أما العراق فظهر مرة وغاب منذ 1986، وأعتقد أن المتأهلين جميعا يستحقون الإشادة.. ولا أعتقد أن إمكاناتهم ولا منشآتهم ولا مواهبهم أو دورياتهم أفضل من الذين خرجوا، وهنا لب المسألة وجوهرها!