العصر الحديث للكرة السعودية

فيصل أبو اثنين

TT

من يعتقد أن عودة الكرة السعودية ستبدأ بعد استقالة الاتحاد السعودي السابق، وأنه هو المتسبب الوحيد في تراجعها وتدهور نتائجها فهو واهم، نعم الاتحاد يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، ولكن يشاطره فيها عدة أطراف كل حسب نسبته، فالاتحاد السعودي هو المشرع لقوانين وأنظمة الكرة السعودية، والمخطط الاستراتيجي لكل تفاصيلها، ولكن هناك المنفذون والناقلون والمقيمون والمتابعون، وكل يتحمل بعضا من المسؤولية، فالاتحاد يتحمل الجزء الأكبر، لأنه لم يضع السياسة الملائمة لتطور الكرة وتقدمها، ولم يحضر الكفاءات المتخصصة لتقييم الخطط والبرامج وتفعيلها بالشكل الصحيح، بل إنه كابر على أسماء ثبت فشلها بكل الأدلة والبراهين وتركها تعبث بالكرة السعودية وقتا طويلا حتى صحت الكرة السعودية على واقع مرير ونتائج مخيبة ستبقى آثارها ردحا من الزمن، وتحتاج لعلاج قوي ومركز ليزيل تلك الآثار والمآسي. أما المنفذون وهم الأندية التابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب فقد تركت العمل على تطور الرياضة السعودية، وعملت على النجاح الفردي المرتبط بالأشخاص، وتركت العمل المؤسساتي للمستقبل بما يخدم الكرة السعودية، فصرفت الملايين من الريالات على المدربين واللاعبين الأجانب للحصول على نتائج وقتيه تنتهي بانتهاء فترة رئاسة الرئيس، وبعد ذلك يذهب لبيته فخورا بنجاحاته الفردية ويترك خلفه إرثا من الديون والمشاكل التي انقلبت على واقع الرياضة السعودية. أما الناقلون فهم القنوات المحلية والخارجية التي نقلت الدوري السعودي، ولم تقدم البرامج المفيدة التثقيفية والتوعوية المطلوبة لرفع درجة الوعي بين الجماهير والرياضيين والمختصين، بل استغلت لذلك ترويج الكثير من البرامج المستهلكة وغير المفيدة، بل سلطت بعض البرامج على الرموز حتى منعت من النقل، وما الناقل الحصري عنهم ببعيد!

أما المقيمون فهم الذين تجدهم في كل مكان، سواء فضائيا أو أرضيا أو إذاعيا، ينثرون الغث والسمين من القول والفعل من دون رادع ولا وازع يفتون في كل مجال وفي أي وقت ومكان، لذلك تجدهم المطلب والمكسب من الناقلين!

أما المتابعون فهم ينقسمون لقسمين: قسم من الرياضيين الذين ينتشرون في المنتديات والمواقع للإساءة لمختلف الشرائح والطوائف، وذلك لأنهم يختلفون عنهم في الميول حتى وصل بهم الحال للاقتتال في المنتخب، وأصبح الجميع يخشى منهم ومن سياطهم! والنوع الثاني من المتطفلين من القطاعات الأخرى الذين يتحينون الفرص عند الهزيمة لبث سمومهم وانتقاصهم للرياضة والرياضيين، وهم قلة ولله الحمد.

فالرياضة السعودية لن تعود حتى يعترف الجميع بأنهم مقصرون في أعمالهم، وأنهم شركاء في كل المنجزات، لأنها مخرجات الوسط الرياضي جميعا من دون استثناء، وتكون الرغبة جماعية في إعادة الكرة السعودية للواجهة من جديد، وهو عمل يحتاج لتضافر الجهود، وتمكين المتخصصين لأداء عملهم بعيدا عن الفضوليين والمتطوعين!!