بداية غير مشجعة.. «ولكن»!

هيا الغامدي

TT

لم يأت خروج المنتخب من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال 2014 من فراغ، لا كبوة جواد وعدت، ولا سحابة صيف ومرت، لكنه تجميع لسلسلة متواصلة ومستمرة ومركبة من الإخفاقات المتتالية للمنتخبات السنية والأندية التي هي روافد أساسية للأول، حتى بتنا نمر مرور الكرام على الاستحقاقات المختلفة بلا جدوى!

قلناها مرارا، والحقيقة هي ما يكرره صوت العقل والمنطق، فالحكاية تبدأ من الجزء لتنتهي بالكل، ومن الروافد لتلتقي عند المصب الكبير الذي هو ترجمة وانعكاس وصورة (محصلة) للنتاج الكلي والتراكمي المتعاقب!

وعطفا على عودتنا (كالعادة) مجددا لنقطة الصفر والبداية فلا بد من التصاعد بالبناء شيئا فشيئا، فالتصحيح الذي تنشده الكرة السعودية ككل لا يبدأ (فقط) عند استقالة أو تغيير مسميات بل هو نتاج للجمع الكبير العامل والمتعاون، فالبطولات الآسيوية المختلفة (دوري الأبطال - كأس الاتحاد) باتت تحت سيطرة كرة الشرق مؤخرا بالشكل الذي أسهم في تغذية منتخباتهم. فدوري أبطال آسيا الذي تشارك فيه أندية الهلال والاتحاد والأهلي بمعية جوقة من كبار الفرق الآسيوية وأقواها وأكثرها شعبية وتأثيرا، هذه البطولة التي باتت «عصية» على أنديتنا، من المهم العودة من خلالها لقمم الترتيب، وهي أولوية يجب أن تقف عندها فرقنا الثلاثة خاصة أن نظام البطولة يؤهل الأول والثاني من كل مجموعة، وخروج المغلوب في ما بعد!

أم عن البطولة الأخرى (كأس الاتحاد)، والتي يشارك فيها فارس الدهناء الفريق الواعد صاحب المستويات المتصاعدة والذي ندعو الله أن يكلل جهود القائمين عليه بالتوفيق، فإن التفاؤل الذي يحيط بالاتفاق كممثل للوطن وبنا كمتابعين لمسيرته مع ما يملكه من مواهب شابة لها مستقبل واعد يجعله بمقدوره السير بإيجابية بهذه البطولة! لكن من غير المجدي لمدربه الغمز واللمز من قناة التفرقة العنصرية، فالتركيز على العمل الفني داخل الميدان أهم، فلا التصاريح ولا الثرثرة الإعلامية تأتي بخير عموما! هذا لا يمنع تألق الافتتاحية بخماسية جميلة أمام ممثل الكويت (الكويت)، لكن القادم أهم وأصعب!

الهلال بدأ كعادته الآسيوية السنوية المتبعة بتعثر (تعادل إيجابي) ممل على أرضه وبين جماهيره أمام بيروزي، وبملخص مختصر أقول إن «الخبرة» التي أعطت الشلهوب محمد على قدر النية وإحراز هدف التعادل هي نفسها التي خانت الهوساوي أسامة ليحرج فريقه ويخرج بالحمراء في لقاء مهم واستراتيجي متسببا في هدف الفرس الوحيد! وهذا يعني أن عقدة (لعنة) البدايات الصعبة تعاود حضورها مع الهلال، أما (المقادير) فلا يعلمها إلا الله.

قلنا إن استغلال ميزة كهذه ضرورة لا بد منها، وتكفينا تجارب مضت على مستوى الأندية والمنتخبات لم نستفد فيها من (بركة) الأرض والجمهور فذهبت للآخر بكل سهولة و«إذلال» لكرتنا بعد أن ضيقت زوايا الرؤية المحيطية للخيارات والبدائل الإدراكية المتاحة!

وفي السياق أجدني كرؤية ضد سياسة التلويح بالمكافآت أيا كانت، فاللاعب إذا لم يدرك التزامه المهني والاحترافي فضلا عن واجبه (الوطني) في مثل هذه الأوقات فما من داع برأيي لأي محفزات أخرى تذهب بالأذهان لمشتتات كثر الفريق في أمس الحاجة لكل نقطة تركيز خلالها أمام المرمى وفي الميدان..! وبالمناسبة تلك السياسة هي التي أضاعت الهلال في رأيي!! فنحن نشتكي من أحوال كرتنا ونتاجها وتخلفها عن البقية ونغفل أن سبب الضياع (كله) من صنع أيدينا فقط..!!