نهضة الرياضة السعودية.. من هنا نبدأ؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

قبل أيام سُئلت: ماذا تحتاج الرياضة السعودية كي تنهض من «كبوتها» التي تعانيها الآن، وهل يكفي أن يكون العمل منوطا فقط برعاية الشباب أو بالاتحادات الرياضية السعودية ومن بينها الأهم «اتحاد الكرة»..؟

بالنسبة لي، تبدو الإجابة صعبة جدا، لكنني مؤمن تماما بأن النهوض بالرياضة السعودية لن يكون ما دامت رعاية الشباب تسير بقدم واحدة.. لا بد من «قدم أقوى» تساعدها في ذلك، وأقصد هنا أنه لا بد من قرار قيادي يرسم خطوط «النهضة» المنتظرة لرياضتنا.. وأقولها بكل صراحة: لن تتمكن رعاية الشباب من تحقيق تطلعات «الشباب» والبلد طالما لا تملك الإمكانات من بنى تحتية حقيقية وبيئة رياضية ملائمة تماما لأمنيات ورغبات «أبناء الوطن».

لن يكون بإمكان محمد المسحل، مدير إدارة المنتخبات السعودية، أن يطور «منتخباتنا السِّنية » ما دام أن اتحاد الكرة السعودي هو نفسه غير قادر على فرض تطوير الفئات السنية على الأندية..!

كيف يمكن لنا أن نبدأ بتطوير «البراعم» من المنتخب، بينما الواقع يقول إن «الأندية» لا تكترث بما يجري في فئاتها السنية..؟

تصوروا أن منتخب البراعم السعودي الذي شارك في مهرجانات البراعم الآسيوية في السنوات الأربع الأخيرة لا يمثله من الأندية سوى لاعبين بأصابع اليدين.. نعم لاعبون قلة مثلوا براعم الأخضر طوال السنوات الأربع الماضية، بينما الغالبية كان اختيارهم يتم عن طريق «المدارس».. هل يعقل ذلك..؟!

بالنسبة لي، مقتنع حد الإيمان بأن بناء اللاعب السعودي لن يكون إلا عن طريق التعاون «التام» الذي يجب أن يكون عليه بين النادي والمدرسة لا بين «المنتخب» والمدرسة.. حينما نبدأ العمل على هذا الأساس، ثقوا بأن «كرة القدم السعودية» ستنهض من كبوتها «المريرة» التي عاشتها في السنوات الأخيرة!

إن مشروع «منتخبات 2022» الذي تسير عليه إدارة المنتخبات السعودية لن يجد «النجاح» أبدا لأنه فقط تجاهل دور «النادي» واعتمد على «المنتخب»..!

أتمنى من «الدولة» أن تبدأ مشروعا تطويريا كاملا للرياضة السعودية كما هو يجري «حاليا» منذ عام في المغرب وبعض الدول المجاورة في «الخليج».. حينما نعمل على تأسيس مشروع يرتقي بالرياضة السعودية، فاعلموا أننا نخطط لبناء الإنسان السعودي.. لبناء الجسم.. لبناء الفكر. لبناء الانضباط والنظام والاحترام!

أعتقد أنه «حان» الوقت للوقوف على أخطاء «الماضي».. حان الوقت لدراسة سلبيات العقدين الماضيين واستثمار ما «كان» لصالح «شباب السعودية»!

تصوروا أن توزيع الأندية السعودية في كافة المناطق.. عدد اللاعبين الممارسين للرياضة بحسب ما هو معتمد رسميا من رعاية الشباب ومنشور في إحصائية وزارة الاقتصاد والتخطيط لعام 2010، يعطي أمثلة حاضرة على أن كل السياسات الرياضية التي كنا نسير عليها كانت مجرد «أخطاء ومجاملات» ساهمت وبشكل كبير في وصول حال رياضتنا إلى ما هي عليه «الآن»..!

إننا نعاني تراجعا حادا.. لكننا في ذات الوقت نطالب بضرورة أن يكون «المشروع المقبل» وفق خطة استراتيجية مرسومة، ليس من رعاية الشباب أو وزارة التربية والتعليم، وإنما قرار نهضوي قيادي يستثمر إمكانات وكفاءات ومقدرات هذه «البلاد».