اختلفت موازين القوى بين الميلان واليوفي

أليساندرو دي كالو

TT

بعد نجاته من قطار الآرسنال الذي كاد يدهمه في دوري الأبطال، وجد الميلان نفسه يتربع على قمة الدوري الإيطالي بفضل تعادل اليوفي مع بولونيا في مباراة الأربعاء الماضي. ويعتبر هذا هو التعادل الخامس لليوفي في آخر 6 مباريات. ويوضح طرد كونتي مدرب اليوفي مدى التوتر الذي يحيط باليوفي في الملعب.

واضطر اليوفي لأن يشاهد قمة الدوري الإيطالي وهي تذوب شيئا فشيئا بين يديه في صقيع فبراير (شباط) الماضي. وأهدر الفريق فرصتين ثمينتين للظفر بقمة الدوري في مباراتيه المؤجلتين. وكان الفريق قد تعادل قبل 3 أسابيع مع بارما سلبيا في نفس اليوم الذي كان فيه الميلان وإبراهيموفيتش يسحقان الآرسنال برباعية في دوري الأبطال. وأوضحت الأهداف الأربعة للميلان في ذلك اليوم مدى العقم الهجومي والتهديفي الذي يعاني منه اليوفي. ولا شك أن هناك ارتباطا وثيقا بين هاتين المباراتين على الرغم من انفصالهما الظاهري. فقد غيرت المباراتان من موازين القوى بين الميلان واليوفي ربما بشكل نهائي هذا الموسم.

وكان اليوفي قد اعترض بشدة أمام بارما بحجة أن الحكم تغاضى عن احتساب ضربتي جزاء لصالحه. وتم طرد كونتي في المباراة الأخيرة بعد احتكاك في منطقة جزاء بولونيا لم يحتسبه الحكم ضربة جزاء. ولم يحصل اليوفي سوى على ضربة جزاء واحدة في 26 مباراة، وهو عدد قليل للغاية بالنسبة لفريق مثل اليوفي يهاجم كثيرا. لكن ذلك لا ينفي حقيقة أن اليوفي يجد صعوبة كبيرة في إحراز الأهداف. وقد أحرز الفريق 39 هدفا حتى الآن مثل باليرمو وروما، وأقل من لاتسيو ونابولي وأقل بـ14 هدفا من الميلان. وعلى الرغم من أن اليوفي لم يخسر أي مباراة حتى الآن فإنه تعادل 13 مرة، وتوضح الأرقام أن أي فريق لم ينجح في الفوز بالدوري خلال السنوات الأخيرة عندما يتعادل أكثر من 10 مباريات. وهي أرقام جديرة بحصول الفريق على المركز الثاني وليس على الدرع.

لكن حسم مصير الدوري الإيطالي يرتبط بصورة كبيرة بالميلان وقدرته على التخلص من آثار الرعب الذي عانى منه أمام الآرسنال في لقاء العودة. وينبغي عليه أيضا أن يتعامل مع مشكلة إبراهيموفيتش وخلافه مع أليغري والتصريحات الحادة التي أدلى بها للصحافة السويدية عقب الهزيمة أمام الآرسنال. وكان إبراهيموفيتش محقا عندما قال إن فريقا كبيرا مثل الميلان لا يمكنه أن يعرض نفسه لهذا الموقف السيئ مثلما فعل في الشوط الأول أمام الآرسنال. والمشكلة هي أن إبراهيموفيتش كان موجودا في الملعب، على الرغم من أنه (مثلما اشتكى) كان يلعب في مركز غير مركزه. والحقيقة هي أن روزيكي لاعب الآرسنال كان يلعب هو الآخر في مركز غير مركزه، وكان أفضل لاعبي المباراة.

ومن الطبيعي أن ينتظر الجميع المزيد من لاعب فذ مثل إبراهيموفيتش لا سيما في المواقف الصعبة. وقد شاهدنا برشلونة يعاني في مباراته الأخيرة في الدوري الإسباني وهو يلعب دون ميسي وبـ10 لاعبين وكان متعادلا 1/ 1 مع الفريق قبل الأخير في الدوري. لكن أنيستا وتشابي نجحا، بصفتيهما قائدين ونجمين فذين، في الخروج بالفريق من هذا المأزق. وشاهدنا أيضا ميسي، الذي كان غوارديولا يفضله على إبراهيموفيتش، يتألق ويحرز 5 أهداف أمام باير ليفركوزن في دوري الأبطال. لقد سجل ميسي بمفرده 54 هدفا هذا الموسم، وهو ضعف عدد الأهداف التي سجلها اليوفي.