فريقك يا نواف!

مسلي آل معمر

TT

لا يزال التراجع هو العنوان العريض في كل نقاش رياضي، والتراجع هنا يقصد به تراجع كرة القدم السعودية، أندية ومنتخبات ومنافسات، نتحدث كثيرا عن عصر الراحل فيصل بن فهد، ولم ندقق كثيرا في الظروف والتغيرات، وكما يتفق الغالبية على أن الرياضي الكبير قد ترك فراغا واضحا بعد رحيله، إلا أننا نتناسى أن لكل حقبة ظروفها.

في اعتقادي الخاص أن الأمير فيصل بن فهد قد وُفق في فرق العمل التي تعمل معه وطرح الثقة في من يستحقها؛ حيث كان يحلق بالرياضة السعودية بجناحين متينين، الأول: جناح داخلي، يتمثل في العاملين معه في الرئاسة والاتحادات الرياضية، والجناح الآخر يتمثل في العاملين في الأندية، خاصة رؤساءها. في العمل الرسمي كان فريقه يضم: عبد الله الدبل، صالح بن ناصر، منصور الخضيري، فهد الدهمش، وعلي داود، وغيرهم من الرجال الذين سبقوا وقتهم بفكرهم وتأهيلهم العالي، أما على مستوى الأندية، وهي الجزء الأهم في الرياضة السعودية، بحكم أنها هي مقرات الإنتاج، فكان الفريق يتكون من: عبد الرحمن بن سعود، خالد بن عبد الله، عبد الله بن سعد، خالد بن سعد، عبد الفتاح ناظر، وعبد العزيز الدوسري، وغيرهم من الرجالات الذين أحدثوا نقلات واضحة على مستويات أنديتهم، وانعكس عملهم بالتالي على المنتخبات الوطنية.

في أول كأس آسيوية يحققها المنتخب السعودي عام 1984 كانت هناك أندية، مثل: النهضة، الطائي، الكوكب، أحد، الوديعة، تمول الأخضر باللاعبين، وبالفعل كان المنتخب خليطا من كل الأندية والمناطق؛ نظرا لارتفاع حدة المنافسة وعمل إدارات الأندية للمستقبل، بينما نجد أنه في آخر 10 سنوات تقلص عدد الأندية المنتجة وأصبح نحو 80% من التشكيلة الأساسية للمنتخب تخرج من ناديين فقط، من دون أن تتساءل الرئاسة العامة لرعاية الشباب: أين بقية الأندية؟ بل أين بعض الأندية الكبيرة التي يصل دخلها إلى مئات الملايين من دون أن تقدم لاعبا ذا قيمة للمنتخب الوطني في آخر 10 سنوات؟

لا أبالغ إذا قلت: إنه مهما قام الأمير نواف بإصلاحات على مستوى الاتحادات والرعاية، فإن الوضع لن يتغير كثيرا؛ لأن الأندية هي أساس العمل، وإذا لم يصلح عملها فلن تتقدم المنتخبات الوطنية قيد أنملة، وهذا الوضع لن يتغير إلا بتأسيس إدارة لتطوير ومراقبة الأندية، وتقييم عملها وإصلاحه حتى تقر الخصخصة التي لا أعتقد أنها ستكون قريبة.

العودة للحديث عن مرحلة الأمير فيصل، يرحمه الله، مضيعة للوقت إذا لم نأخذ منها الدروس والعبر، وأعتقد أن درسيّ الجناحين وفريقي العمل هما الدرسان الأهم، فهل ينتبه الأمير نواف بن فيصل لذلك ويحلق بالرياضة السعودية بجناحين متينين كما حلق بها والده؟