الإنتر يكسر حاجز النتائج السيئة

سيباستيانو فيرناتزا

TT

تأسس نادي الإنتر يوم 9 مارس (آذار) 1908، واحتفل بعيد ميلاده رقم 104 يوم الجمعة الماضي. ولم تكن هناك طريقة للاحتفال بهذه المناسبة أفضل من تحقيق الفوز خارج ملعبه على كييفو. فقد منح الإنتر النادي والجماهير الفوز الأول منذ 47 يوما غابت خلالها ذاكرة الانتصارات عن الفريق. وفي مثل هذه الفترة الصعبة التي يعيشها الفريق - الذي كانت آخر ثلاث نقاط يحصدها هي نقاط مباراته مع لاتسيو يوم 22 يناير (كانون الثاني) الماضي - يحمل الفوز 0/2 على كييفو قيمة كبيرة. وستغير هذه النقاط الثلاث من دون شك من موقع الفريق في الترتيب وتضعه على أول طريق إعادة التأهيل في هذا الموسم الصعب، لا سيما أنه جاء أمام كييفو الذي دخل المباراة بمعنويات مرتفعة بعد تعادله في المباراة السابقة 1/1 خارج ملعبه أمام اليوفي.

ويبدو أن الإنتر - وأؤكد هنا على كلمة «يبدو» - قد تجاوز تلك المرحلة السيئة من مشواره هذا الموسم، التي انهمرت فيها الهزائم واحدة تلو الأخرى (ليصل عددها إلى سبع ما بين الدوري وكأس إيطاليا ودوري الأبطال). فقد نجح الإنتر في الانتفاض أمام كاتانيا وتعادل 2/2 بعد أن كان متأخرا بهدفين، ونجح مساء الجمعة في السيطرة على المباراة لمدة 90 دقيقة أمام كييفو. وأهدر ميليتو ضربة جزاء لفريقه، ثم ردت العارضة كرة خطيرة من شنايدر، وأهدر كامبياسو الذي شارك قبيل النهاية هدفا هو الآخر، لكن الفوز تحقق أخيرا بهدفين من ضربتي رأس لصامويل وميليتو. وكان من الطبيعي أن تمتلئ عينا كلاوديو رانييري مدرب الفريق بالدموع بعد تحقيق الفوز، حيث لم يعد بقاؤه على مقعد تدريب الإنتر معلقا على خيط ضعيف، بل على حبل أكثر قوة وسمكا.

ورغم هذا الفوز يبدو أن الموسم قد انتهى بالنسبة للإنتر. فقد أصبح من الصعب للغاية أن يعود الفريق للمنافسة على المركز الثالث هذا الموسم. وينافس نابولي بقوة على المركز الرابع الذي يؤهله للتأهل للأدوار التمهيدية لدوري الأبطال الموسم القادم بعد فوزه الساحق مساء الجمعة على كالياري. فماذا يبقى إذن للإنتر هذا الموسم؟ هل يبقى له الأمل في التأهل للدوري الأوروبي؟ لا أعتقد ذلك لأن بطولة الدوري الأوروبي تمثل لنا في إيطاليا مصدرا للإزعاج والإرهاق، ولا تمنح عائدا ماديا كبيرا للأندية المشاركة فيها. ولعل من الأفضل للإنتر أن يرتاح لموسم واحد من عناء المشاركة في البطولات الأوروبية ويعيد بناء فريقه بهدوء وتأن. ولا يتبقى للإنتر هذا الموسم سوى مباراة العودة في دوري الأبطال أمام مارسيليا الفرنسي والتي تقام مساء الثلاثاء في سان سيرو. ويحتاج الإنتر لتعويض الهزيمة بهدف نظيف في مباراة الذهاب، وتحمل مباراة كييفو من دون شك الاطمئنان قبل هذه المباراة المهمة بعد أداء الإنتر الجيد. فقد أثبت الإنتر أمام كييفو أنه عاد ليسيطر على نفسه، واستعاد قدراته الفنية والخططية.

ومن بين التهاني التي وردت للإنتر في يوم تأسيسه جاءت تهنئة خاصة من فرنسا، حيث خسر مارسيليا في الدوري الفرنسي 1/0 أمام كورسيكا. ولا يمتلك فريق ديشامب قوة برشلونة أو ريال مدريد، وبالتالي ليس من الصعب على الإنتر أن يفوز عليه بهدفين في الإياب، لا سيما بعد تعثره الأخير في الدوري الفرنسي. وقد خسر مارسيليا في مدينة أياتشو وهي مسقط رأس نابليون بونابرت، والطريف أن مقر نادي الإنتر في السابق كان يقع في شارع نابليون في ميلانو. وينبغي على الفريق أن يستحضر روح الإمبراطور الفرنسي وقوته حتى يتفوق إذن على أوليمبيك مارسيليا ويكمل مشواره في دوري الأبطال.