هذا هو الحوار الوطني الذي نحتاجه!!

مساعد العصيمي

TT

عبر كل طلة أختلسها من العناوين التي تحضر بعد أي مؤتمر حواري وطني، أو ما يصدر من توصيات، أجد أن الأمر ما زال يدور في حلقة مفرغة، وكأن في الأمر استعراضا أو أن شيئا لم يكن! ما زال الأمر في معظمه يقتصر على الكتّاب المعنيين بالشأن الاجتماعي من أولئك الذين يتبادلون الأدوار بنقد شأن الدوائر الحكومية، وثلة من المعنيين بالشأن الديني، أيضا تتم استضافة قلة من المفكرين وأصحاب التجربة، ولا ننكر أن هؤلاء قادرون على التفعيل والتفاعل، لكن لم يتسن لنا أن نضع ما نريد أن نصل إليه مباشرة أمام أعيننا، وكأننا خشينا أن نتلمسه أو نفحصه كي لا ينفجر في وجوهنا.. أو أن المجتمعين غير معنيين بتأسيس نوعية لحوار نحتاجه.. هم يحضرون فقط!

الأكيد أن الأمن الفكري والاجتماعي هما شأنان جديران بالوصول إلى أفضل الحلول والنتائج.. ولا إخال أن المؤتمر قد أسس إلا لأجل ذلك، وعليه كان من الجدير أن نغوص في أعماقه لندرك منطلقاته.. لا نحصره في فئتين صنعناهما نحن: ليبرالي ومتدين.. ندرك المهم والأهم.. لكن أن نتبارى في إثارة مشكلات جدلية ندرك صعوبة الاتفاق عليها من فرط الرفض الداخلي كل منا للآخر.. فذلك من باب التعطيل والاكتفاء بالمشاركة.

نريد حوارا وطنيا ينفذ إلى المجتمع، إلى الجهات المعنية، يصبح قابلا للتنفيذ بارتياح وقبول.. تأملوا ماذا عملنا تجاه جدلنا حول المناهج الدراسية وحقوق المرأة، والنتيجة لم نصل إلى شيء، على الرغم من أننا أدركنا أن التقصير في هذين الشأنين بات يشكل عبئا على مستقبلنا.. فلماذا نركن إلى الجدل.. ومن ثم الجدل، ولا نتاج بعد ذلك؟

إننا إزاء زمن متسارع متداخل تتلبس فيه الحياة الاجتماعية بالاقتصاد، والرياضة بالسياسة، والمجتمع بالمنافسة الرياضية، ومن يحتاج إلى جهد كبير لفهمه ثم مواكبته.. مما يتطلب منا أن نبذل جهودا غير عادية لفهم حقيقة ما نحن عليه وعلاقة هذا بالتطور الذي نريده كي نصل إلى واقع محلي مشترك يمنحنا القدرة على احترام بعضنا، ومن ثم نقل هذا الاحترام للآخرين، وتوريثه لأجيالنا.

المهم في القول أن من يتابع كل الحوارات السابقة يعتقد أن بلادنا تنقسم إلى فسطاطين متباينين جدا: ليبراليون ومتدينون.. ولا شأن للحوار بأي شيء آخر.. ونسألهم ماذا عن الشباب وتطلعاتهم؟ ماذا عن الرياضة التي تعيش أسوأ فتراتها؟ ماذا عملتم لهذا الشأن المهم جدا؟! ألا تحتاج إلى حوار وطني جاد متماسك لا تذهب قراراته إلى الأدراج وتغيب.. نلغي من حيثياته كل المسكنات الوقتية.. بل تُفعّل توصياته، يبدأ العمل بها.. قراراته ملزمة لوزارة التربية والتعليم العالي والرئاسة العامة لرعاية الشباب.. وكل من له علاقة برياضة الوطن؟

قبل أن نختم جدير ألا أنكر على مؤتمر الحوار الوطني تبادل الخبرات ووجهات النظر بين المدعوين والحاضرين والمنظمين.. لكن نريده بعيدا عن الاستعراض.. نريده بنتائج حاضرة.. تنطلق من عقول نيرة تريد الخير.. لكن أن نستمر في الدوران داخل الدائرة عبر خطب رنانة وأفواه مفتوحة فقط حضرت للمشاركة ليس إلا!! فلا أشك أننا سننهك وتزيد اختلافاتنا.

[email protected]