صدف.. عربية؟

مصطفى الآغا

TT

في مصر، التي أتمنى لها كل الخير والاستقرار، التقيت بالعميد الجديد للاعبي العالم الكابتن أحمد حسن، ولم نتحاور كثيرا بل تركت له أن يقول ما يريد عبر «صدى الملاعب».. وعندما أعلنت عبر «تويتر» أن عميد لاعبي العالم سيتحدث عن قصة المكالمة الهاتفية بينه وبين العميد السابق محمد الدعيع، قرأت ردودا وتعليقات غريبة عجيبة وكأنني أنا من منح اللقب لهذا اللاعب أو سلبته من ذاك. وهناك من قال إن الدعيع سيبقى عميدا غصبا عني وعن كل من يقول عكس ذلك رغم أن الدعيع نفسه هو من بادر واتصل في بادرة أخلاقية رائعة لا بد أن نشكره عليها..

والمفارقة أنه في نفس اليوم حقق الكويتي نواف الخالدي إنجازا شخصيا بحلوله ثانيا في العالم بحراسة شباكه نظيفة من أي هدف في 1447 دقيقة خلف الحارس البرازيلي آلبرتو بـ 1816 دقيقة

وللأسف أيضا سمعت من يقلل من قيمة هذا الإنجاز وأن الدوري الكويتي ضعيف ولا يمكن مقارنته بالدوري الإنجليزي أو الإسباني، وقلت لهم إن لقب هداف العالم أو أوروبا لا يتم احتسابه إن سجل اللاعب فقط على البرازيل أو الأرجنتين بل لو سجل على سان مارينو والمالديف وجزر الواق الواق، فكلها أهداف محسوبة....

وللصدفة البحتة وفي نفس اليوم حقق المصري محمد زيدان أيضا إنجازا شخصيا بدخوله تاريخ الدوري الألماني من أوسع أبوابه كصاحب الرقم القياسي منفردا بتسجيل ستة أهداف في أول ست مباريات لعبها مع فريقه الجديد ماينز بعدما ترك بروسيا دورتموند فحطم رقم بوبيتش نجم شتوتغارت الذي سجله موسم 94-95...

وللصدفة البحتة فكل من تحدثنا عنهم ستغيب منتخباتهم عن نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، فيما غابت مصر عن بطولة أمم أفريقيا 2012 وهي التي حملت آخر ثلاثة ألقاب، وها هي تقول «لا دوري هذا الموسم» بعد كارثة بورسعيد؟

وللصدفة فيوم الجمعة جرت قرعة آسيا الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم ومن أصل عشرة منتخبات لنا خمسة عرب أي 50-50 ومع هذا وجدت أن 99 في المائة من المحللين والمراقبين والخبراء والمستغرقين في الشأن الكروي يستبعدون تأهل أي واحد من الخمسة ومنحوا الأفضلية لكوريا وإيران أو أوزبكستان عن الأولى، واليابان وأستراليا عن الثانية، وكأن الباقي مجرد كومبارس أو كمالة عدد وكأنهم يلعبون ضد (بعابع أو ديناصورات قادمين من مجرات أخرى) ولا أعتقد أننا بنفسية المهزوم يمكن أن نحقق أي شيء، وما دمنا نتخوف من منتخبات قارتنا نفسها فما الذي نتوقعه أمام «عتاولة العالم»، وكل ما علمتني إياه كرة القدم أنها تعطي من يعطيها وأنها لا تعترف لا بالتاريخ ولا الجغرافيا ولا الديموغرافيا وتعترف فقط بـ 90 دقيقة يمكن أن يحدث فيها كل شيء.