نابولي ونقطة التحول الكبيرة

أليساندرو دي كالو

TT

لو كان الدوري الإيطالي قد بدأ في شهر يناير (كانون الثاني) الفائت، باعتبار دور الإياب بطولة منفصلة، كما يحدث في الدوري الأرجنتيني المقسم إلى جولة افتتاحية وأخرى ختامية، لأصبح الصراع على اللقب المحلي الآن مبارزة بين نابولي والميلان. أما بقية الفرق فكانت ستأتي خلفهما. فقد حصد الفريقان (الميلان ونابولي) خلال دور الإياب حتى الآن عدد النقاط نفسه (17) وعدد مرات الفوز نفسه (5) والتعادلات (2) والخسارة (1). مسارات تقترب من حد التوازي، لكن بها فرقين صغيرين يحملان بعض الأهمية، الأول يعتبر ملاحظة على الهامش: على الرغم من التساوي في عدد النقاط التي حصدها الفريقان خلال الإياب إلى الآن فإن الميلان كان، على أي حال، سيظل أمام نابولي نظرا لاختلاف عدد الأهداف المسجلة (10 للميلان مقابل 8 لنابولي في الإياب) ونتيجة التعادل السلبي في اللقاء المباشر بينهما.

الفارق الثاني يبدو أكثر واقعية؛ لأنه يمثل اتجاها: منذ قرابة شهر لا يوجد فريق إيطالي يسير بقوة مثل التي يظهر بها أبناء ماتزاري. 5 انتصارات في آخر 5 مباريات خاضها نابولي. سلسلة سوبر من النجاحات التي بإمكانها أن تمتد أكثر لتصل إلى الرقم 6 إذا أضفنا إليها أيضا فوز نابولي 3 - 1 في ذهاب دور الـ16 من الشامبيونز ليغ أمام تشيلسي، ذلك النجاح الذي كان بمثابة نوع من الضربة القاضية لإدارة بواس المتأرجحة للفريق الإنجليزي. إن الاتجاه واضح، وربما ليس عشوائيا. في المرحلة الأولى من الموسم كان نابولي قد اختار بشكل معترف به الاهتمام أكثر بامتياز ارتباطه في دوري الأبطال. وبعدها تم إجراء القرعة ووقع في المجموعة النارية مع بايرن ميونيخ ومانشستر سيتي وفياريال الإسباني. كان من الصعب تخيل أن نابولي بإمكانه الخروج فائزا من تلك المتاهة التي تضم سلطات كثيرة.

لقد كان تأهل الفريق إلى دور الـ16 من البطولة الأوروبية نقطة تحول أساسية؛ لأنه أضاف مزيدا من الحماسة على مشروع إقلاع نابولي وسمح لأبناء ماتزاري بالتركيز لمدة شهرين، بشكل حصري، على الدوري المحلي. ومع اللعب، بالأحرى بشكل جيد، على ملاعب الدوري الإيطالي وصل نابولي إلى أحسن حالاته، مع استعادة أفضل أداء للأرجنتيني لافيتسي، الذي لا غنى عنه من أجل التقدم أوروبيا. واليوم الأربعاء في استاد ستامفورد بريدج سنرى إذا كان كافاني ولافيتسي ورفقاؤهما سيمحون آثار الصورة السيئة الأخيرة التي ظهر بها الميلان في استاد الإمارات أمام آرسنال. لكن على أي حال بات من المفهوم أن نابولي هذا بإمكانه الوجود مرة أخرى في دوري الأبطال خلال النسخة المقبلة للبطولة. وربما يشارك أبناء ماتزاري مباشرة في الشامبيونز ليغ المقبلة لو استمر على أدائه الحالي خلال الـ11 مباراة المتبقية في الدوري الإيطالي.

الشكوك إذن متعلقة بترتيب الفريق في الدوري المحلي، نابولي الآن يبتعد عن اليوفي الوصيف بفارق 7 نقاط. ولكن ينبغي الانتباه: في آخر 5 مباريات استطاع تعويض 8 نقاط من التي كانت تفصله عن السيدة العجوز. إذن، كل شيء ما زال ممكنا في الدوري الإيطالي؛ لأنه على الرغم من أن مباريات الأحد جاءت نتائجها في صف نابولي فإن لاتسيو ما زال متقدما على فريق ماتزاري: 48 نقطة مقابل 46 لصالح نابولي، وهو نفس عدد النقاط التي يمتلكها أودينيزي الذي مُني بخسارة مفاجئة أمام نوفارا بقيادة تيسير، المدرب العائد مجددا لتولي الفريق.