إعلامنا الرياضي.. المذنب البريء!

هيا الغامدي

TT

في توقيت بدأ فيه تسونامي التغيير يباغت مقاعد رياضية كثيرة محليا، لم يخل الجو العام من الطقوس المثيرة للغبار والأتربة المثيرين لحساسية البعض من المنتمين لهذا المجتمع، الذي هو كغيره من المجتمعات البشرية قابل للتأثر والتأثير بعوامل التعرية المختلفة!

رياح التغيير المتوالي هبوبها حاليا لم تبق ولم تذر أحدا، بدليل أنها أول ما أصابت الرئيس العام الذي اختار الاستقالة من منصبه والتنحي مفسحا المجال والرؤية أمام منتخب جديد يختار حسب معايير خاصة!!

معروف أن المجتمع الفاضل، الذي يراه المثاليون بأي وسط، ضرب من خيال وكذبة كبيرة، ففي كل مجتمع بشري هناك الخير والشر، والصلاح والفساد، والأبيض والأسود، وإطلاق الأحكام ورميها جزافا من دون تحديد أو أدلة، وإن كانت حقيقة، يضر أكثر مما ينفع، ومن شأنه إثارة البلبلة والاختلافات والخلافات والشوشرة والتضليل على الجو العام الرياضي المراد تهيئته وإعادة ترتيب أوراقه لاتخاذ قرارات وتعيينات وما تقتضيه المصلحة العامة المفردة التي يدندن بها الجميع، بأهداف مختلفة وجسور كثير من مثيري الفتن والقلاقل - الزوابع!

برأيكم تعتقدون أن إثارة مثل تلك القنابل الثورية والتصاريح الإعلامية المدوية سواء الرشوة - أو الدفع المسبق صحي بتوقيت انفصالي - انتقالي كتوقيتنا الرياضي الحالي؟! المفترض من خلاله وضع النقاط على الحروف، وترتيب أوضاع البيت الداخلي بالاتحاد وما يمت له بصلة!

إذن لا الوقت ولا الظرف ولا «المصلحة العامة» تقتضي إثارة مثل هذه المواضيع بالشكل الذي تندلع من جرائه الملاسنات والمناكفات بالبث بقضية الرؤية المزدوجة، حول بيع الضمائر وشراء «رؤوس الأقلام» وتوجيهها حسب المصلحة والمزاج ممن يتقبل على نفسه ومرجعيته خيانة شرف الكلمة ونقاء الضمير ونظافة الاسم والسمعة وما له علاقة بالكرامة الإنسانية!

الفساد موجود ويفترض بمن يدرك تفاصيله أن يظهرها للرأي العام، يعريه تماما مع صاحبه، فلا أخلاقنا ولا قيمنا ولا تعاليمنا الإسلامية تأمر بالتستر على الخائنين والمرتشين وبائعي الكلمة والضمير! برأيي ذلك أهون من رمي التهم جزافا - عشوائيا، مما يخلق جوا من التوتر والانقسامات والاجتهادات بأجواء ضبابية لا تؤهل لشيء واضح ومفهوم!

أعتقد أن ذلك غير صحي ولا إيجابي للجو الرياضي الحالي الذي بدأ للتو جملة من التغييرات (الإصلاحات) وبشكل يضفي المزيد من الخداع البصري حول ممارسات ما أو تكميم أفواه حول نقص أو تقصير لما حدث بالآونة الأخيرة من إخفاقات متوالية!

أدرك تماما أن افتراضات ظنية كهذه يدخل فيها الشك مدخلا أساسيا بوابة لقاعدة عريضة من التخمينات التي لا تنتهي، فهل أصبح «الرزق» أو «الاسترزاق» غاية الفساد والمفسدين التي تبرر الارتشاء وسيلة؟! وهل بات الإعلام الرياضي ميدان سباق التنافس فيه على شحن أكثر لحساب الذمة والضمير في سوق المبدأ والكرامة؟!

أسألكم بالله أي إصلاح ترونه، وأي تطوير تنتظرونه لرياضتنا خارجيا وبالمحافل، وفي أروقتنا الرياضية ممن يشتري ذمة ويبيع ضميرا، ومن ابتلع لسانه لكي لا يكشف فسادا اندس وعبر بين مخالب طابور خامس لم يسعفه الوقت لتقليمها؟!

حتى ذلك الوقت سيبقى إعلامنا الرياضي، بنظري ونظر كل الشرفاء، ذلك المتهم البريء الذي لم تثبت بعد إدانته!

[email protected]