دروغبا يشعل مباراة تشيلسي ونابولي حماسا

أندريا سكيانكي

TT

لقد ارتدى ملعب ستامفورد بريدج في لندن أفضل ثيابه يوم الأربعاء الفائت من أجل ليلة متألقة من ليالي دوري الأبطال في إياب الدور الـ16 بين نابولي وتشيلسي في مباراة رائعة امتلأت بالركلات السريعة والمراوغات والتمريرات الحاسمة في منافسة بين لاعبي كرة قدم خارقين. ولقد رأينا كل الألوان المختلفة في تلك المباراة المشتعلة بالحماس، وبعيدا عن استبعاد نابولي من دوري الأبطال، لا يمكننا إلا الانحناء أمام كلا الفريقين، حيث لم يشعر الجمهور بالملل أو الانزعاج ولو للحظة واحدة. فقد استمتعنا طوال 120 دقيقة من الإثارة والسحر والجمال النادر من مباراة متميزة، والتي بدأها دروغبا، مهاجم تشيلسي وساحل العاج المتألق، مبكرا بتسديدة الرأس ليسبق أرونيكا في ركل الكرة العرضية من على يسار راميريز، لاعب تشيلسي. وقد كانت حركة لاعب قلب الهجوم مثالية، حيث عرف أين ستنتهي الكرة قبل حتى أن تلمس قدم زميله. ولا يمكن لحارس نابولي دي سانكتيس إلا أن ينحني أمام براعة خصمه. وبالطبع كان ضروريا أن يكون الانتباه الدفاعي للفريق الإيطالي عاليا بالنظر إلى التقدم الذي حققه نابولي في مباراة الذهاب في استاد سان باولو، والذي كان من المفترض أن يحميه ويحافظ عليه، ولكن كيف كان من الممكن تحقيق ذلك التقدم مع وجود وحش كاسر في منطقة الجزاء مثل دروغبا؟

الجانب البدني والخططي: وقد طعم مهاجم ساحل العاج المباراة بالمزيد من اللآلئ الصغيرة في الشوط الثاني، حيث ركل كرة سريعة في الهواء بقدمه اليسرى، وسقط إثر اصطدام هوائي بحارس المرمى، فقد نجح دي سانكتيس في تحويل مسار الكرة لتصبح ضربة ركنية، ولا نعلم حقا كيف نجح في ذلك. وفي ذلك المشهد نجح دروغبا في القيام بحركة كروية عبقرية (القفز في مواجهة الخصم والحفاظ على سيطرتك على الكرة في الآن ذاته يعد إنجازا كبيرا). كما أهدانا دروغبا لؤلؤة أخرى من خلال مراوغته بالكرة بقدمه اليمنى في الوقت الإضافي، ومن خلال سرعته في تمرير الكرة في قلب منطقة الجزاء حيث كان ينتظره إيفانوفيتش بمفرده لتسجيل الهدف الرابع وتحقيق نتيجة 4-1 النهائية لصالح الأسود الإنجليز.

التناغم: ومن جهة أخرى أضاف أداء نابولي أيضا إلى جمال المباراة، فعلاوة على تصدي دي سانكتيس الرائع للوحش دروغبا، والذي سبق وأشرنا إليه، هناك هدف إنلر، لاعب نابولي، فقد كانت تسديدة قدمه اليمنى من خارج منطقة الجزاء مثالية، حيث نجح السويسري في الحفاظ على تناغم الأداء والتسجيل من كرة مرتدة بقوة رائعة ودقة متميزة، وهو الهدف الذي أعاد إلى نابولي الأمل مجددا، كما تميز بحركة تكتيكية بالغة الجمال، هكذا كما كان أيضا جمال الهجمتين المرتدتين لفريق نابولي في بداية المباراة، واللتين انحرفتا بسرعة في النهاية أمام تصدي بيتر تشيك، حارس مرمى تشيلسي. وإنها مبادرة مهمة على أي حال كانت لتنفع في تجاوز هذه الجولة، ليتوقف نابولي أوروبيا ويستريح تشيلسي بتأهله لربع نهائي دوري الأبطال.