الإنتر ينتظر من يفسد حفل خصومه

ألبرتو تشيروتي

TT

تركض بعض الفرق من أجل انتزاع الدرع، وفرق أخرى تركض للالتحاق بركب التأهل للمباريات الأوروبية في العام المقبل، وإن مدينة ميلانو هي الوحيدة القادرة على الاحتفال بفرقتين نجحتا في الفوز بدوري الأبطال (أو كأس الأبطال سابقا) عشر مرات، ولكن مع اكتشاف الحقيقة المتعارضة بين الميلان والإنتر بشكل غير مباشر وليس شرطيا، فحينما يرتفع نجم الميلان يهبط نجم الإنتر، ذلك الوضع الذي يتلخص في عودة برلسكوني، بعد 18 عاما، وترك موراتي مقصورة الشرف في الاستراحة.

وحتى نهاية الدوري الإيطالي ما زال هناك 10 جولات يمكن للكثير من الأشياء أن تحدث خلالها، ولكن لا يمكن لكل شيء أن ينقلب رأسا على عقب، لأن حصيلة النقاط والمركز في الترتيب يعكسان ما حدث وما لم يحدث حتى هذه اللحظة. ويعتبر واضحا أن اليوفي فقط هو من يمكنه تمني انتزاع الدرع من براثن الميلان، كما يعد واضحا أيضا أن التعادل السلبي الأول لمدرب الإنتر أمام أتلانتا لا يقربه من التنافس على المركز الثالث أكثر من لاتسيو. مثلما يعد صحيحا أن فارق النقاط تقلص من 8 إلى 7 نقاط، ولكن بالطبع هزيمة لاتسيو ومدربه رييا أمام كاتانيا وتعادل أودينيزي مع نابولي كان يمكن الاستفادة منهما على نحو أفضل لو كان الإنتر قد تمكن من الفوز، وهو ما كان ليجعل الفارق يتقلص إلى أقل من 5 نقاط بين الإنتر ولاتسيو أو أقل من 4 نقاط مقارنة بالفرق الأخرى. وعلى العكس، وصل الإنتر في الترتيب إلى فريق روما كما يقاسمه كاتانيا باحتلال المركز السابع نظريا. ولكن في الواقع، يحتل الإنتر المركز الثامن بسبب نتائج المواجهات المباشرة التي لم تكن لصالحه سواء أكانت أمام روما، (بالتعادل السلبي على أرضه وهزيمة الإنتر «0/4» خارج ملعبه) أو أمام كاتانيا (بهزيمة الإنتر «1/2» خارج ملعبه، والتعادل «2/2» على أرضه)، مع مخاطرة الإنتر أيضا بفقدان الدوافع الأخيرة لأنه ليس هناك اختلاف كبير بين احتلال المركز السابع أو العاشر.

حتى وإن كان الإنتر لا يزال متحمسا بالنظر إلى استمرار زانيتي، قائد الفريق، وزملائه في القتال بحرفية تثير الإعجاب في الملعب، ولكن يبقى صلب المشكلة، الذي يتجسد في فريق لم يتم تعزيز صفوفه جيدا في سوق انتقالات الصيف الماضي وازداد الوضع سوءا في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تعرض لإنهاك القوى على المستوى البدني والعجز على المستوى الخططي، كما ظهر ذلك في الشوط الثاني الحرج أمام أتلانتا في المباراة الماضية مع عدم احتساب ركلة جزاء. وما زال يقف في وجه الإنتر خليط كبير من القيود، نظرا لأن تحويل مسار الإنتر لا يتوقف على المدرب، لأن رانييري - المدرب الرابع خلال موسمين - جرب بالفعل كل شيء وعكسه بتغيير طريقة اللعب مرارا وتكرارا وطريقة الدفع باللاعبين أيضا.

وبناء على كل ما سبق ونظرا لأن الإنتر لم يقترب أبدا في هذا الموسم من المركز الثالث الذي يؤهله للمشاركة في دوري الأبطال، فمن الطبيعي والصحيح أن تتنافس على المركز الثالث الفرق الثلاثة التي تأتي بعد الميلان واليوفي. ومن المفترض أن يجد الإنتر عزاءه في من يستطيع أن يفسد حفل خصومه القدامى يوم الأحد المقبل في استاد اليوفي الجديد وفي مباراة الديربي في الجولة قبل الأخيرة من الدوري الإيطالي، وهو عزاء هزيل لمن يخاطر بمشاهدة الفرق الأخرى في مباريات الكأس العام المقبل.