مجلس الشورى.. «الفخ أكبر من العصفور»!

مساعد العصيمي

TT

لست بصدد تحديد ما يجب وما لا يجب من أعضاء مجلس الشورى حين الاجتماع مع مسؤولي رعاية الشباب.. لكن، كان لافتا أن الموضوع تنظيري.. ليس أكثر وبما جعلهم يلوون على كلام مرسل وإن كان في ثناياه قد حمل اتهامات للركن الأضعف في مسيرة الرياضة السعودية وهم اللاعبون.. ليجعلنا في محل الإدراك أنهم لم يدركوا بعدُ أين مكمن الخلل فيها؟!

أكاد أجزم بأن الاجتماع لم يكن إلا نوعا من الاستعراض بين الجانبين وكأن الهدف منه الاجتماع.. ليس إلا.. أقول ذلك في ظل المخرجات التي هو عليها وما توقعناه من توصيات أو إلزامات أو حتى إن نقتنع ولو جزئيا بأن الحاضرين كانوا مدركين لعلة الرياضة السعودية وهم في صدد كشفها والمساهمة في علاجها.

نعم أعجبتني المقارنة المالية التي أوردها الرئيس العام وأحسب أنها الورقة الوحيدة التي تلوح بها الرئاسة كثيرا.. وكأنها من يحجب حسن العمل وكيفية اختيار المنفذين أو القائمين عليه.. نقول إن الحجر الذي رماه الرئيس العام كان بالقيمة المالية التي تعنى بها اللجنة الأولمبية «10 ملايين ريال» ومقارنتها بما يصرف لأولمبية قطر «100 مليون ريال».. من جهتي كمنتمٍ للرياضة السعودية، فقد خجلت من الفارق الكبير الذي حمله هذا الرقم.. وتمنيت أن يكون لأحد أعضاء المجلس الحاضرين رأي في الأمر أو شأن خاص به.. بل كنت أتمنى أن يكون لديهم حسابات خاصة بنتاج الرياضة السعودية جميعا.. وليس كرة القدم فقط.. كنت أتمنى أن يكونوا أكثر إدراكا، وهم الذين ركزوا على الكرة دون أن يدركوا أسباب إخفاقها كي تكون ورقتهم مع مسؤولي الرئاسة واضحة، والإجابات أكثر وضوحا.

تمنيت وتمنيت أن يكون محور الحاضرين والاجتماع والتساؤل آلية العمل وكيفية الصرف.. وسوء النتائج جميعا.. لكن هيهات، والخلاصة أن أصابع الاتهام اتجهت للاعب الكرة.. وأين؟ في ولائه لبلاده.. وأي اتهام هو..؟ وممن..؟ وأيضا حسبنا الله ونعم الوكيل!

مفيد القول.. إن كل من اطلع على الاجتماع وفحواه خشي أن يكون في إطار المسكنات التي لن تخرج الرياضة السعودية من أزمتها.. تلك التي جعلتها في الصفوف الأخيرة خليجيا واسألوا أولمبياد البحرين ونتائج المغادرين مبكرا كرويا «أولا وأولمبيا»!

أقول للأعضاء الموقرين.. الرئاسة، بسوء النتائج، جزء كبير من الأزمة.. لكن أزمة الرياضة السعودية أكبر من أن نحصرها في جهة واحدة، فوزارة التعليم أعيت الرياضة إلى درجة أنها كادت أن تقصيها وجعلتها ترويحا قصيرا لا تربية وتطويرا.. ويكفي أنها نحت إلى تأطير منافساتها المناطقية ورصدت لها الميزانيات وأهملت الدرس الذي هو الأساس فكانت المخرجات بليدة.. والمالية باتت أشد تقتيرا.. والبلديات ما زالت غير فاعلة.. ألم أقل لكم إن مشكلة الرياضة ليست نتاج كرة.. بل أزمة مجتمع وبلد.. لم يحسنا التعامل معها.. فكانت المخرجات بدنيا ونتائجيا.. بل وفكريا.. ليس أقل من المطلوب.. فقط.. بل بلغت حد الألم؟!

[email protected]