الإنتر يخاطر بخسارة 30 مليون يورو

ماركو إياريا

TT

لعل مشجعي الإنتر ينسبون غياب التوفيق إلى وجود طائر يجلب سوء الحظ، لكن بالوصول إلى هذه النقطة مع ابتعاد فرصة التأهل للمباريات الأوروبية المقبلة وانقضاء الكثير من جولات الدوري الأوروبي، هناك سؤال يطرح نفسه بإلحاح يتمثل في التفكير من الناحية الاقتصادية حول ماذا سيحدث إذا لم يتأهل الإنتر في دوري الأبطال المقبل، وتأتي الإجابة سريعا بخسارة النادي 30 مليون يورو تقريبا، فلا يمكننا الإشارة إلى مبلغ بعينه على وجه التحديد؛ لأن الإيرادات تعتمد على مدى جودة أداء الفريق. ولمزيد من التوضيح في عام تألق الإنتر المذهل في موسم 2009 - 2010، حينما انتزع لقب دوري أبطال أوروبا دخل خزانة النادي 68 مليون يورو بين جوائز الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وأرباح التذاكر ومكافآت الممولين. وفي الموسم الماضي حينما خرج الإنتر من ربع نهائي الأبطال وصل خزانته 46 مليون يورو؛ لهذا فإن رقم 30 السحري هو الأقرب إلى الصواب في نوع من انتزاع الضمان المادي من ماسيمو موراتي، رئيس الإنتر، في ضوء مدى تشجيع الجماهير (وبالتالي قوة أرباح الاستاد) والنتائج الأخيرة والسوق التلفزيونية الإيطالية.

كما أن الإنتر ليس معتادا، بالطبع، على هذه الحسابات؛ حيث شارك في دوري الأبطال طوال الـ10 أعوام الماضية من دون انقطاع. مع الوضع في الاعتبار أيضا المشاركة في كأس الاتحاد الأوروبي سابقا، التي أصبحت دوري الأبطال حاليا؛ حيث يلعب زانيتي، قائد الإنتر، وزملاؤه منذ 12 عاما في المباريات الأوروبية، ويرجع غيابه الأخير والوحيد عن دوري الأبطال إلى موسم 1999 - 2000، الذي جاء وليد احتلاله المركز الثامن في الدوري الإيطالي. إذن فإن الإنتر طالما اعتاد الترف ورغد العيش في المباريات الأوروبية، وتشهد على ذلك الفترة بين موسم 1992 - 1993 في النسخة الأولى من دوري الأبطال وموسم 2010 - 2011؛ حيث تلقت خزانة الإنتر 237 مليون يورو مع احتلاله المركز التاسع بين الأندية الأكثر تقاضيا للأموال من البطولات الأوروبية (مانشستر يونايتد يحتل المركز الأول بحصوله على 400 مليون يورو)، وبتقسيم هذا المبلغ على دوري الأبطال في الـ10 مواسم الماضية في هذه الفترة من الزمن نحصل على المتوسط السنوي 23.7 مليون يورو، الذي تضاف إليه إيرادات التذاكر والأرباح التجارية الإضافية.

وعلى الرغم من هذا السيل العارم من النقود، فإن ميزانية الإنتر كانت تنتهي بعجز يبلغ 207 ملايين يورو في موسم 2006 - 2007 ويبلغ 148 مليون يورو في موسم 2007 - 2008 و87 مليون يورو في موسم 2010 - 2011. ولنتخيل اللحظة التي يغيب عن الإنتر فيها كنز دوري الأبطال؛ حيث سيكون اختبار موسم 2012 - 2013 بحرا من الدماء بميزانية من دون مكاسب دوري الأبطال (التي بلغت 217 مليون يورو العام الماضي)، والتي ستقل إلى 200 مليون يورو وسيغيب عنها تقريبا الرواتب (ما يقرب من 190 مليون يورو في موسم 2010 - 2011). لكن المصيبة الأكبر في خسارة كل شيء بعدم اللحاق بالقطار الأوروبي هذا العام في لحظة أشبه بالانتحار بطريقة قاسية للغاية. وابتداء من هذا الموسم ستراقب حسابات الأندية من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لتطبيق سياسة اللعب المالي النظيف، التي ستطبق عقوباته ابتداء من موسم 2014 - 2015. وإن الإنتر بالفعل على قائمة الأشرار الذين ينهون الميزانية بعجز كبير، ولإقناع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحسن السلوك يتعين على الإنتر تحويل مساره بتخفيض النفقات (في ظل غياب مصادر زيادة الدخل على المدى القريب)، وإن لم تتوافر العام المقبل، على الأقل، نقود المشاركة في الدوري الأوروبي، وإن القليل من الملايين المدخرة كجائزة للتأهل، التي لن يحصل عليها الفريق ستكون عزاء هزيلا بالنسبة لبطل سابق.