اليوفي والميلان.. مبارزة لا نهائية نحو الأفضل

أليساندرو دي كالو

TT

يظل اليوفي غير القابل للسقوط واقفا على قدمه كما كان متوقعا، ويعود عقب ثمانية أعوام للعب نهائي كأس إيطاليا. وفي الليلة التي أضيئت بهدف لديل بييرو واهتزت بأداء الأرجنتيني ماكسي لوبيز وانتهت بشجاعة فوتسينيتش، تظل أيضا بصمة الرقم القياسي التاريخي الآخر الذي حصل عليه ميسي لنيله أفضل هداف في تاريخ البارسا، لدرجة تُذكر الميلان بكل جبهاته المفتوحة. وكانت المباراة في مدينة تورينو تحديا رائعا ومليئة بالأناشيد العذبة والأداء المتألق، مع مفاجأة دائما ما تكون في الجعبة عن طريق اللعب على كل النتائج المختلفة والمحتملة.

وأزالت الخماسية التي دكها يوفنتوس في حصون فيورنتينا في آخر مباراة له في الدوري القلق والتوتر اللذين كانا يحومان حول خط هجوم الفريق. ويعتبر فوتسينيتش مهاجم اليوفي الآن شيئا آخر، فهو ليس عبقريا ولا متكاملا فحسب، بل إنه يجعلك تفوز أخيرا، كما يضيف قيمة إلى الفريق كما فعل ماكسي لوبيز مهاجم الميلان في عمل صغير له، حيث أظهر مجددا طريقة إبراهيموفيتش في اللعب في التراجع الضئيل إلى الوراء على الجبهة الأخرى، لكي يسمح لزملائه بالتوغل ودك حصون الخصم. وتشير المواجهة المباشرة بين اليوفي والميلان إلى شيء إضافي في نتيجة المباراة الواحدة، حيث يوجد دائما لعب الاستلام والتسلم والهجمات المرتدة السريعة وردود الفعل المتتالية التي تؤثر على السعي الطويل للغاية نحو درع الدوري. وعلى سبيل المثال، في مباراة الذهاب، حيث مر وقت على تلك الثنائية التي سجلها كاسيريس في سان سيرو، ولم يكن أليغري بحالة جيدة للغاية في المباراة، حيث لم يكن يتمتع بخدمات السويدي إبراهيموفيتش الذي تم إيقافه، وكان نصف الفريق غير متاح له بسبب الإصابات، وكان قد حصل على نقطة واحدة فقط في المباريات الثلاث الأخيرة التي خاضها.

وكان يبدو اليوفي حيويا كثيرا والفريق الذي لا يُهزم أمام الميلان، وهو الترياق الذي تجرعه فريق أليغري وسيطر على لعبه. وبخلاف أنه لا يزال الأمر على هذا النحو، ينشأ من ذلك العنصر الرابط بينهما تغيير الجمود وحالة الكسل التي غيّرت علاقة القوة بين الفريقين، فصارا مثل فصول الرواية في شكل المسلسل. وحمل الجزء الأخير من الانتصار الذي لا يمكن تصديقه والذي حمل توقيع ماكسي لوبيز في مدينة أوديني بصمة في مباراة الذهاب الرائعة التي انتهت 4-0 في شباك آرسنال في دوري الأبطال، والتي تتماشى مع اللقاء الجميل الذي أهدره اليوفي في الوقت بدل الضائع في دوري الأولى أمام بارما. وأيضا في المباراة المثيرة للجدل بينهما في الدوري التي انتهت 1-1، بدت لحظة التألق الفني والذهني لفريق أليغري إلى حد ما.

وعقب الوقت الإضافي، أول من أمس، بدأ فصل جديد، ولا يزال يمكن تغيير الجمود والكسل؛ لأن اليوفي يتمتع بالدافع والحافز، ويمتلك الميلان أمورا أخرى يفكر فيها. وفي الأسبوع المقبل، يصل ميسي إلى سان سيرو، وليس على سبيل الصدفة أنه اللاعب الأكثر تكلفة في الأنحاء. وحاليا، مع أهداف ديل بييرو وماكسي وفوتسينيتش، حصل ميسي على رقم قياسي تاريخي بنيل لقب أفضل هداف في تاريخ برشلونة. ويعود هذا اللقب إلى عام 1955 وحصل عليه سيزار رودريغير ألفاريز برصيد 232 هدفا في برشلونة.