الخلفية المزدوجة

روبرتو بيكانتيني

TT

كانت أزمنة جميلة، حينما كانت الدعاية تجعلنا نشعر بأننا إيطاليون في أوروبا وأوروبيون في إيطاليا، ثم يأتي الربيع ويتم إحصاء الضحايا. من سبعة في القائمة، خسرنا ستة فرق: الإنتر ونابولي في دوري الأبطال، وباليرمو وروما ولاتسيو وأودينيزي في الدوري الأوروبي، ولا يبقى لنا سوى الميلان، الذي أفلت بمعجزة من صحوة آرسنال.

في الموسم الماضي، توقف الإنتر عند ربع نهائي البطولة، بعدما دهسه فريق شالكه الألماني، ونابولي عند دور الـ32 للدوري الأوروبي، حينما أقصاه فياريال.

يمر السياح، الذين حل محلهم المتنبئون، في عصبية أمام أطلال الإنتر المهلهل، وبقايا فريق نابولي، الذي وقع فريسة هجمات ديديه دروغبا، الذي كان وديعا في استاد سان باولو وشرسا في استاد ستامفورد بريدج. الدرس الأكثر سخونة كان عن طريق فريق ألكمار، الذي حاصر وأقصى أودينيزي في عقر داره.. لا سيطرة على كرة القدم. وهكذا، لو كنت هولنديا فلا يمكن أبدا أن تغيب عنك الأساسيات التي حملت جيل يوهان كرويف لقلب التاريخ والخططية.

إن المبالغة تعظم من شأن المستوى الفني، فالفارق كبير بين صرخات المناطق النائية وصخب أبواق السيارات في أوروبا، التي لا نتمكن من التخلص منها، إن لم يكن من خلال أغنية عزل تصنيف دوري الأبطال عن التقييم السيئ لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. في 3 أغسطس (آب) 1958، وصف جيوليو أونيستي رؤساء الأندية بـ«الأثرياء الأغبياء»، فبالتأكيد لم يعودوا أثرياء! لدينا بيئة في حالة سيئة وتعج بالمعارك، مع رابطة الأندية التي ترفض تحديدا «ورش العمل» للمنتخب الإيطالي، كما لو كان برانديللي غريبا وليس حليفا. كي نكون رحماء، ليس معنى هذا أن الجميع في الخارج زهور وورود. إذا كانت روما تبكي، فلندن لا تضحك. وقد أنقذ فريق تشيلسي شرف الدوري الإنجليزي الذي خذله فريقا مانشستر، ولم يعد يعج باللاعبين الأفذاذ كما كان في الماضي، حينما كان كريستيانو رونالدو يركض في أولترافورد. إسبانيا هي التي تهيمن، اليوم، بخمسة فرق بين دوري الأبطال والدوري الأوروبي وهي: برشلونة، وريال مدريد، وأتليتك بيلباو، وأتليتكو مدريد، وفالنسيا، ثم ألمانيا بثلاثة فرق وهي: بايرن ميونيخ، وهانوفر، وشالكه، والأخيرة هي التي تثير أكبر مخاوف. دوري أبطال أوروبا هو الذي يحدد أفضل ما في كل بطولة دوري، ويعد الدوري الأوروبي هو القيمة المتوسطة، ولهذا فإنه يهم قليلا لكنه يزن أكثر. ولم يفز أي فريق إيطالي بكأس الاتحاد الأوروبي، مثلما كانت تسمى من قبل، منذ عام 1999 (بارما)، ولم نصل إلى نصف النهائي منذ عام 2008 (فيورنتينا). أما الفرق الإسبانية في الألفية الثالثة، لتوضيح الفكرة، ففازوا بالبطولة أربع مرات من خلال فالنسيا - بينيتيز (2004)، وإشبيلية (2006 و2007)، وأتليتكو مدريد (2010).. والمعنى: الريال وبرشلونة قويان جدا، ولكن الآخرين ليسوا متواضعين للغاية.

الشيء الأخير، حول قرعة ميلان - برشلونة، استمتعت بقراءة النصائح الموجهة لماسيمليانو أليغري، حيث المساحات الضيقة بين الخطوط، وكتلة من أحد عشر لاعبا في وسط الملعب أو 20-25 مترا إلى الوراء، الانطلاقات العكسية، الضغط المتقدم، على طريقة «الدغ واهرب». قليلون من كانت لديهم شجاعة ترك الكلمات الناعمة والتحدث بصراحة: طريقة الكاتيناتشو وهجمة مرتدة.. استخدمها مورينهو، مع الإنتر، ولم تسر معه الأمور بشكل سيئ.