ماجد عبد الله شاغل الهلاليين قديما وحديثا

موفق النويصر

TT

منذ أن أعلنت وزارة التربية والتعليم السعودية عن عزمها إدراج السيرة الذاتية للنجم الدولي السابق، ماجد عبد الله، ضمن منهج اللغة الإنجليزية لطلبة الصف الأول الثانوي، حتى ضجت الساحة الإعلامية بأحاديث وتحليلات عن مغزى هذه الخطوة ومدى جدواها، وهل انتهت الوزارة من تكريم الشخصيات العلمية والأدبية والاقتصادية التي تستحق التكريم ولم يبقَ سوى الرياضيين فيتم تكريمهم في شخص ماجد عبد الله؟!

هذا الرأي الذي ساقه من لا يرون في الرياضة سوى مضيعة للوقت، وأن مجتمع الرياضيين ينبغي أن يكون في ذيل قائمة المكرمين، سرعان ما توارى خلف صوت نشاز آخر نحا نحو جدارة ماجد ذاته بالتكريم، عطفا على معطيات ومبررات ساقوها لذلك، لتجعل من النجمين الدوليين يوسف الثنيان وسامي الجابر الأحق بالتكريم، للمستوى المهاري والشعبية الجارفة للأول، والتمثيل الدولي المتعدد في 4 نهائيات كأس العالم بالنسبة للثاني.

وقد تبنى هذا الرأي مواقع ومنتديات إلكترونية وصحف رسمية محسوبة على نادي الهلال، بعضها لم يبارك الخطوة مطلقا، على اعتبار أن ماجد عبد الله لا يستحق التكريم، بينما رأى آخرون أن المعايير التي وضعتها «التربية والتعليم» لاختيار الشخصية المكرمة، فصلت لتوائم مقاس ماجد عبد الله.

الغريب أنه على الرغم من مرور نحو شهر على هذا الخبر، فإن الحديث ما زال مشتعلا في المنتديات وأعمدة الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي، في خطوة تهدف إلى دفع مسؤولي الوزارة إلى التخلي عن هذا الموضوع، وفق قاعدة «إما أنا وإلا فلا».

شخصيا أرى أن «التربية والتعليم» أصابت باختيارها «جوهرة العرب» ليكون ممثلا للرياضيين في مناهج التعليم، عطفا على العطاءات التي قدمها وزملاؤه في الفترة ما بين 1984 و1992، التي أنتجت تحقيق كأس أمم آسيا لمرتين متواليتين، مما استدعى تكريم هذا الجيل في شخص الثنائي ماجد عبد الله ومحمد عبد الجواد بضمهما للمنتخب المشارك في نهائيات كأس العالم 1994.

الغريب أن الحديث عن عدم جدارة ماجد عبد الله بهذا التكريم عندما يصدر عمن ابتلت بهم الساحة الإعلامية مؤخرا، ولم يعاصروا النجم في فترة تألقه، قد يكون مقبولا، على اعتبار أنهم لم يعايشوا تلك الفترة. ولكن عندما يصدر عن إعلاميين مخضرمين عاشوا تفاصيل تلك المرحلة، وتذوقوا حلاوتها، وتجرعوا مراراتها، فتلك هي السقطة الكبرى من هكذا إعلاميين.

للأسف الشديد، لقد كشف هذا الموضوع عن مدى «العفن» الذي يعيشه الوسط الرياضي، وأن الكثير ممن يحملون لقب إعلاميين لا يعدون في حقيقة الأمر أكثر من مشجعين برتبة صحافيين، حيث لا يخجلون من إظهار ميولهم وأحقادهم على الملأ، عبر صحفهم وشاشات التلفزيون، وسط إعلام يروج لهذا النوع من الطرح.

قد يكون من المقبول أن نطلب من وزارة التربية والتعليم تكرار التجربة مستقبلا مع نجوم آخرين يستحقون التكريم، أو أن نطالب بلديات المدن بأن تحذو حذو سابقتها بتسمية بعض الشوارع بأسماء من قدموا خدمات جليلة لبلدهم من أي موقع، ولكن أن ندفع نحو إلغاء هذه الخطوة وإفشالها، فهذا ما أراه سقطة للإعلام الرياضي في أسوأ أشكال التعصب.

الأكيد أن هناك من الهلاليين من جعل من ماجد عبد الله شغله الشاغل قديما، وقرر أن يستحضره حديثا.

[email protected]