هذا ما تريده جماهير الهلال؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

ربما يكون الموسم الحالي في نظر «الهلاليين» الأسوأ منذ سنوات.. نعم منذ عام 2007 والفريق الأزرق لم يظهر بشكل «متواضع» كما هو الآن، والأسباب في ظني كثيرة، تبدأ بتعاقب المدربين خلال فترة وجيزة لم يعهدها الفريق، فضلا عن هشاشة دفاعه، لدرجة أن الجماهير الهلالية باتت لا تثق على الإطلاق بخط فريقها الخلفي في كل مباراة وأمام أي «منافس»..

لا أعتقد أن مشكلة الهلال تكمن في مواجهة «اليوم» أمام الغريم التقليدي «النصر» لأسباب، في رأيي، تذهب إلى أن لقب دوري زين «طار» لفريق الشباب الذي يجد ملاحقة لا يأس فيها من قبل الأهلي، لكنني أدرك أن أزمة الهلال تكمن في كيفية الإعداد قبل نهاية «الموسم» لما تبقى من مباريات في دوري أبطال آسيا!

الهلاليون لم يعد يفكرون في الدوري «المحلي» الآن، بل يريدون آلية تكفل لهم تصدر «المجموعة» الحالية في دوري الأبطال «الآسيوي»، لأنها البطولة الأهم التي يفترض أن يعيد من خلالها الفريق «صورته» التي غابت لأكثر من عقد على صعيد منصات تتويجها. هل بالفعل باتت «آسيا» صعبة وعصية على فريق مثل الهلال؟ بالنسبة لي أؤمن أن الإدارة تسربت إليها هذه الفكرة على الأقل في العام الماضي، لكنني مدرك أن الجماهير لا تزال «تأمل» و«تحلم» بأن الإدارة الحالية قادرة على تحقيق «تطلعاتها» بصناعة فريق هلالي آسيوي كما كان قبل عقد مضى..

دائما ما أقول إن أي إدارة حينما تجهز فريقها الكروي لموسم قادم عليها أن تضع «أولويات»، فإن كانت تحقق البطولات المحلية فعليها أن تخطط لما هو أكبر من ذلك، وبالتالي ما عليها سوى أن ترسم «الأسلوب المثالي» للفوز بلقب البطولة الأهم بالنسبة لها وللجماهير، ولا أعتقد أن أي رياضي متابع يستبعد أن «دوري أبطال آسيا» هو المحك والاختبار الأبرز لأي ناد يريد إظهار «سطوته» على مستوى القارة.

أدرك تماما أن الوضع «الفني» هذا العام لا يشجع أبدا على قدرة الهلال في المواصلة في «الأبطال»، لكنني مؤمن أيضا أن الإدارة هي القادرة على ترتيب أوراق فريقها من خلال تحقيق «نقطة الدعم» الأولى، وهي محاولة التأهل إلى ربع النهائي «القارة»، ولن أقول دور الـ16 على اعتبار أن مجموعة الفريق الحالية ليست صعبة بما فيها الكفاية، بدليل المركزين المتأخرين لفريقي بيروزي والغرافة في دوري بلادهما، مع التأكيد على أن الشباب الإماراتي ليس بذلك الفريق الصعب أو حتى القادر على مجاراة الهلال.. إن مرحلة «الهلال» المتبقية من الموسم الحالي في تقديري الشخصي قائمة أولا وأخيرا على إدارة النادي والجهاز المشرف على الفريق ونجاحهما في إدارة الوضع «الحالي»، فالجماهير لن تقبل على الإطلاق أي مبررات أو أعذار في «حال الخروج» دون تأهل يليق إلى مراحل متقدمة من دوري الأبطال.

ختاما، على الإدارة الهلالية أن «تفهم» أن الاكتفاء ببطولات «محلية» لم يعد يروي «عطش الجماهير الزرقاء» التي تربت على «أكل الأخضر واليابس» في كافة الأصعدة خلال عقود مضت.. إنه قدرهم أن ينتظروا «بطولة كبرى» ليست كتلك «البطولات»، وقدركم أن تضعوا في «أذهانكم» أن كرسي الرئاسة الساخن والإشراف على الفريق الأول لا يقابلهما بطولات «أقل» تعود الفريق أن يحققها بأقل «الميزانيات» وبأقل «اللاعبين»!

[email protected]