جدل الميلان واليوفي يشبه ما يحدث بين الريال وبرشلونة

أليساندرو دي كالو

TT

إن الجدل القائم حاليا بين الميلان واليوفي حول حفاظ الأخير على سجله بلا هزيمة هذا الموسم يعتبر شيئا عبثيا ولكنه غير ضار على الإطلاق. ومن الصعب أن ننكر أن مباراة الفريقين معا في لقاء العودة في نصف نهائي كأس إيطاليا قد انتهت بفوز الميلان 2/1 في وقتها الأصلي، لكن من المستحيل أيضا أن نتجاهل حقيقة أنها انتهت 2/2 مع نهاية الشوطين الإضافيين. فما الداعي لهذا الجدل إذن؟ إن الجدل حول تلقي اليوفي لأول هزيمة من عدمه هذا الموسم لا يتعلق بنتيجة المباراة بقدر ما يعتبر استكمالا لمسلسل العداء والتوتر بين الناديين والذي بدأ عقب الهدف الذي أحرزه مونتاري في مرمى اليوفي ولم يحتسبه الحكم في نهاية شهر فبراير (شباط) الماضي. ورغم أن لهجة العداء حول هذه المسألة قد خفت فإن الجدل لم ينتهِ ويتحين الجميع أية فرصة لإشعاله من جديد ولو بصورة أخرى. ولهذا السبب لم يدع أحد هذا الفرصة تفوت وبدأت حرب التصريحات والأعصاب بشأن اليوفي وتفاخره بأنه لم يتعرض لأية هزيمة هذا الموسم، فضلا عن الجدل حول التحكيم خلال الفترة الماضية.

وعادة ما يتزايد الجدل في المراحل الأخيرة والحرجة من الدوري وقبل المباريات الحاسمة، سواء في الصراع على اللقب أو على النجاة من الهبوط. وما يزيد من هذه الظاهرة أن نهاية الموسم ترتبط ارتباطا وثيقا بمصير الفرق واللاعبين والمدربين وعقودهم، وهو ما يفتح المجال أمام المزيد من الاحتقان والجدل الذي يصبح حربا لا هوادة فيها. ولا تقتصر هذه الظاهرة فقط على إيطاليا، بل يمتد شبح الجدل الشديد والخلافات إلى جميع الدول الأوروبية التي ما زالت المنافسة فيها مشتعلة على لقب الدوري. فلم يغير مورينهو مدرب ريال مدريد الحالي من تصرفاته المعتادة عندما ترك إيطاليا وانتقل للتدريب في إسبانيا. وكان مورينهو في إيطاليا يشكك في ألقاب الأندية الأخرى ويرفع قبضتيه المضمومتين، بينما في إسبانيا يحاول وضع إصبعه في عيون المدربين المنافسين وعندما لا يتمكن من الفوز يلقي باللوم دائما على الحكام.

وقد خسر مورينهو أربع نقاط في سباق الدوري الإسباني ضد برشلونة خلال الجولتين الأخيرتين لكن الهستيريا التي تصاحب تصريحات مسؤولي ريال مدريد حاليا تعتبر مبالغا فيها بشدة وتؤثر على أداء الفريق. وقد قال لوبيز المدافع النزيه لفريق فياريال، الذي لا يتمتع بشهرة كبيرة، بعد مباراة ريال مدريد الأخيرة إن لاعبي ومدرب ريال مدريد يحاولون الحديث عن أي شيء آخر عندما لا تكون النتيجة في صالحهم. وهم يحاولون أن يضغطوا ويؤثروا على الحكام قبل المباريات التالية. ويؤكد لوبيز أيضا أن نادي برشلونة يفعل الشيء نفسه، وهذا صحيح، ففريق برشلونة يتصرف بنفس الطريقة ولكن بهستيريا أقل من ريال مدريد. ورغم ذلك لا يتوقف الجدل والشد والجذب بين الناديين في المراحل الحاسمة من الدوري الإسباني.