الرياضة والتربية.. والنصر والهلال!

صالح بن علي الحمادي

TT

في كل مكان وزمان، عرف بنو الإنسان أن الرياضة (بشتى أنواعها) تبدأ مع بداية التربية للأطفال والتعليم للشباب، وتستمر الرياضة مع الإنسان حتى نهاية العمر.. «أو هذا ما يفترض على الأقل»!!

في (بعض) الأقطار العربية يتم التركيز على كرة القدم دون سواها من الألعاب الرياضية، وبصورة عجيبة، جعلت هذه اللعبة «عصب» اهتمامات الشباب، بل حدثت مبالغات جعلت «اللعبة» أهم من كل قواعد التربية والتعليم البدائية، بل إن التفوق والموهبة فيها (أي الكرة) كفيلان بإلغاء مبادئ وأخلاقيات التربية إلى «حد سحق» بديهيات التعليم!

هذا الواقع الأليم بدأ في تخريج أجيال كروية «موغلة» في السطحية الفكرية، إلى درجة «خطيرة»، غابت معها الروح الوطنية والسماحة الإنسانية الإسلامية، وحتى مبادئ وأخلاقيات الرياضة والرياضيين!

وبعدما «غيبنا»، عن جهل، أساسيات العلم والمعرفة والثقافة اللازمة لكل إعلامي (وطني) محترم.. ها نحن وبفعل فاعل (غير عاقل) نرمي (من حيث ندري أو لا ندري) إلى إلغاء أدنى مبادئ وأساسيات العلم والمعرفة فيمن سيتقلدون المناصب القيادية لإدارة شباب الأمة في كرة القدم وغيرها من الرياضات!

يا ساتر..!!

في الأمم الأكثر تطورا ورقيا دائما وأبدا ما يربطون الموهبة الرياضية بالدراسة والعلم والمعرفة، من الابتدائية مرورا بالإعدادية والثانوية حتى الدراسة الجامعية!

وهكذا تنجح كل المخططات طويلة الأجل، ولو مروا ببعض «مطبات» الفشل الطارئة، ومنها تترسخ مبادئ روح الفريق والوطن، لا «الأنا» والذاتية المقيتة.

يا سادة، يا كرام، اربطوا الرياضة (كل الرياضات) بالتربية والتعليم، واطردوا المواهب (الجاهلة) من خياراتكم؛ فهي نادرة النجاح، ولو تحقق وقتيا، فالفشل هو المصير الأخير لكل جاهل مهما طرأت موهبته البدنية!!

موسميات

* من المهم أن تمارس النساء الرياضة للصحة والبدن، بحيث تجمع العقل السليم في جسد سليم.. لكن عندما تنجرف إلى عالم المنافسة الذكوري فإنها تدخل في عالم «الفشل الرجالي» الكريه في تعامل بني الإنسان فيما بينهم.. تُرى من للمبدعات في مجالات غير الرياضة؟!

* مثلما أعجبتني فكرة الزميل موفق النويصر حول جائزة المليون ريال لأفضل ثلاثة أو خمسة حكام في الموسم.. أسجل الإعجاب بمقترح الزميل د. حافظ المدلج حول الجوائز الآسيوية لأفضل اللاعبين.

* في «الشرق الأوسط» أمس، جاء زميلنا مسلي آل معمر على الجرح وهو يناقش الإسقاطات «الخارجية» على الإعلاميين السعوديين، من أناس يعتقدون أنهم «هم» فقط النزيهون.. ومثله فعل الزميل عبد العزيز الغيامة في تشخيصه لعلل الهلال التي (قد) لا تنتهي!

* آسيويا الاتحاد الوحيد الذي «بيض» وجه الكرة السعودية المتهالك، لكنني مع (الكابتن) حمزة إدريس في أن الفريق العميد لا يزال بعيدا عن مستواه اللائق به كبطل آسيوي سابق!

* تُرى ماذا جرى بين الهلال والنصر؟ هل تعادلا بهدف أو بهدفين؟ أم فاز الأصفر البراق بمستوى تصاعد عندما تراجع عطاء وأداء الهلال؟! الله أعلم.. كتابتي ظهرا!

[email protected]